وفرغنا من حرب من نقص العهد * وبالشام حية صماء تنفث السم ما لمن نهشته * فارمها قبل ان تعض شفاء انه والذي يحج له الناس * ومن دون بيته البيداء لضعيف النخاع ان رمى اليوم * بخيل كأنها أشلاء تتبارى بكل اصيد كالفحل * بكفيه صعدة سمراء ان تذره فما معاوية الدهر * بمعطيك ما أراك تشاء ولنيل السماء أقرب من ذا * ك ونجم العيوق والعواء فأعد بالجد والحديد إليهم * ليس الله غير ذاك دواء وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين بعد ان ذكر مجئ علي ع إلى صفوف ربيعة ومدحه إياهم بقوله أنتم درعي ورمحي وقول عدي بن حاتم له ان قوما أنست بهم وكنت فيهم في هذه الجولة لعظيم حقهم علينا والله انهم لصبر عند الموت أشداء عند القتال. قال نصر بعد ما ذكر ذلك وقال الشني في ذلك أتانا أمير المؤمنين فحسبنا * على الناس طرا أجمعين به فضلا على حين ان زلت بنا النعل زلة * ولم تترك الحرب العوان لنا فحلا وقد أكلت منا ومنهم فوارسا * كما تأكل النيران ذا الحطب الجزلا وكنا له في ذلك اليوم جنة * وكنا له من دون أنفسنا نعلا فاثنى ثناء لم ير الناس مثله * على قومنا طرا وكنا له أهلا وقال لنا أنتم ربيعة جنتي * ورمحي وما أدري أ يتبعها النبلا ورغبة فينا عدي بن حاتم * بأمر جميل صد القول والفعلا فان يك أهل الشام أودوا بهاشم * وأودا بعمار وأبقوا لنا ثكلا وبابني بديل فارسي كل بهمة * وغيث خزاعي به ندفع المحلا فهذا عبيد الله والمرء حوشب * وذو كلع أمسوا بساحتهم قتلى وروى نصر أن معاوية عقد الإمرة على اليمن في صفين لرجال من مضر من قريش منهم بسر بن أرطأة وعبيد الله بن عمر وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ومحمد وعتبة ابنا أبي سفيان قصد بذلك إكرامهم فغم ذلك أهل اليمن وأرادوا أن لا يتأمر عليهم أحد إلا منهم فقام رجل من كنده اسمه عبد الله بن الحارث السكوني فأنشد معاوي أحييت فينا الإحن * وأحدثت بالشام ما لم يكن عقدت لبسر وأصحابه * وما الناس حولك إلا اليمن فلا تخلطن بنا غيرنا * كما شيب بالماء صفو اللبن وإلا فدعنا على حالنا * فانا وإنا إذا لم نهن ستعلم ان جاش بحر العراق * وأبدى نواجذه في الفتن وشد علي بأصحابه * ونفسك إذ ذاك عند الذقن فانا شعارك دون الدثار * وإنا الرماح وإنا الجنن وإنا السيوف وإنا الحتوف وانا الدروع وانا المجن فقال معاوية لأهل اليمن أ عن رضاكم يقول ما قاله؟ قالوا لا مرحبا بما قال انما الأمر إليك فاصنع ما أحببت فقال انما خلطت بكم أهل ثقتي ومن كان لي فهو لكم ومن كان لكم فهو لي فرضي القوم وسكتوا. فلما بلغ أهل الكوفة مقال عبد الله بن الحارث لمعاوية قام الأعور الشني إلى علي ع فقال يا أمير المؤمنين إنا لا نقول لك كما قال صاحب أهل الشام لمعاوية ولكن نقول زاد الله في سرورك وهداك نظرت بنور الله فقدمت رجالا وأخرت رجالا عليك ان تقول وعلينا أن نفعل أنت الامام فان هلكت فهذان من بعدك يعني حسنا وحسينا ع وقد قلت شيئا فاسمعه قال هات فأنشد أبا حسن أنت شمس النهار * وهذان في الحادثات القمر وأنت وهذان حتى الممات * بمنزلة السمع بعد البصر وأنتم أناس لكم سورة * تقصر عنها اكف البشر يخبرنا الناس عن فضلكم * وفضلكم اليوم فوق الخبر عقدت لقوم اولي نجدة * من أهل الحياء وأهل الخطر مساميح بالموت عند اللقاء * منا واخواننا من مضر ومن حي ذي يمن جلة * يقيمون في النائبات الصعر فكل يسرك في قومه * ومن قال لا فبفيه الحجر ونحن الفوارس يوم الزبير * وطلحة إذ قيل أودى غدر ضربناهم قبل نصف النهار * إلى الليل حتى قضينا الوطر ولم يأخذ الضرب الا الرؤوس * ولم يأخذ الطعن الا الثغر فنحن أولئك في أمسنا * ونحن كذلك فيما غبر فلم يبق أحد من الرؤساء ولا أحد من الناس به ظرف أو له ميسرة الا وأهدى إلى الشني أو أتحفه. وله شعر ذكرناه في ترجمة جعدة بن هبيرة. ولما كان يوم الحكمين جهز شريح بن هانئ أبا موسى الأشعري جهازا حسنا وعظم أمره في الناس ليشرف أبو موسى في قومه فقال الشني في ذلك يخاطب شريحا زففت ابن قيس زفاف العروس * شريح إلى دومة الجندل وفي زفك الأشعري البلاء * وما يقض من حادث ينزل وما الأشعري بذي أربة * ولا صاحب الخطبة الفيصل ولا آخذا حظ أهل العراق * ولو قيل ها خذه لم يفعل يحاول عمرا وعمرو له * خدائع يأتي بها من عل فان يحكما بالهدى يتبعا * وان يحكما بالهوى الأميل يكونا كتيسين في قفرة * أكيلي نقيف من الحنظل ولما كلم الأحنف أبا موسى وأراد أن يختبر ما في نفسه لعلي فقال له في جملة كلامه فإن لم يستقم لك عمرو على الرضا بعلي فخيره بين كذا وكذا فرآه لا ينكر ذلك أتى عليا فقال له يا أمير المؤمنين أخرج والله أبو موسى زبدة سقائه في أول مخضة ما أرانا الا بعثنا رجلا لا ينكر خلعك وفشا أمر الأحنف وأبي موسى في الناس فجهز الشني راكبا فتبع به أبا موسى بهذه الأبيات:
أبا موسى جزاك الله خيرا * عراقك ان حظك في العراق وان الشام قد نصبوا إماما * من الأحزاب معروف النفاق وإنا لا نزال لهم عدوا * أبا موسى إلى يوم التلاقي فلا تجعل معاوية بن حرب * إماما ما مشت قدم بساق ولا يخدعك عمرو ان عمرا * أبا موسى تحاماه الرواقي فكن منه على حذر وانهج * طريقك لا تزل بك المراقي ستلقاه أبا موسى مليا * بمر القول مندحق الخناق ولا تحكم بان سوى علي * إماما ان هذا الشر باقي وقال الشني بعد الحكمين أ لم تر ان الله يقضي بحكمه * وعمرو وعبد الله يختلفان