وفر ابن سفيان على شر آلة * بمعترك حام أحر من الجمر فلما سمع القوم الذين كرهوا الهدنة قول أيمن بن خريم كفوا عن الحرب. وبعث أيمن إلى أهل الشام أما والله ان من رأيي ان دفعتم هذه الموادعة ان ألحق باهل العراق فأكون يدا من أيديها عليكم وما كففت عن الجمعين الا طلبا للسلامة. وذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين ان عليا ع بعث الأشتر على الموصل ونصيبين ودارا وسنجار وآمد وهيت وعانات وما غلب عليه من أرض الجزيرة. وبعث معاوية الضحاك بن قيس على ما في سلطانه من أرض الجزيرة. فخرج الأشتر وهو يريد الضحاك بحران فبعث الضحاك إلى أهل الرقة فأمدوه وجاءوا وعليهم سماك بن مخرمة الأسدي فالتقوا بمرج مرينا بين حران والرقة واقتتلوا قتالا شديدا حتى كان عند المساء فرجع الضحاك بمن معه فسار ليلته كلها حتى صبح نجران وأصبح الأشتر فرأى ما صنعوا فتبعهم حتى نزل عليهم نجران فحصرهم وأتى الخبر معاوية فبعث إليهم عبد الرحمن بن خالد في خيل فغشيهم فمضى الأشتر وبلغ عبد الرحمن انصرافه فانصرف فلما كان بعد ذلك عاتب أيمن بن خريم الأسدي معاوية وذكر بلاء قومه بني أسد في مرج مرينا وفي ذلك يقول أبلغ أمير المؤمنين رسالة * من عاتبين مساعر انجاد منيتهم ان آثروك مثوبة * فرشدت إذ لم توف بالميعاد أنسيت إذ في كل عام غارة * في كل ناحية كرجل جراد غارات اشتر في الخيول يريدكم * بمعرة ومضرة وفساد وضع المسالح مرصدا لهلاككم * ما بين عانات إلى زيداد وحوى رساتيق الجزيرة كلها * غصبا بكل طمرة وجواد لما رأى نيران قومي أوقدت * وأبو أنيس فاتر الايقاد أمضى الينا خيله ورجاله * وأغذ لا يجري لأمر رشاد ثرنا إليهم عند ذلك بالقنا * وبكل أبيض كالعقيقة صاد في مرج مرينا أ لم تسمع بنا * تبغي الامام به وفيه نعادي لولا مقام عشيرتي وطعانهم * وجلادهم بالمرج أي جلاد لأتاك اشتر مذحج لا ينثني * بالجيش ذا حنق عليك وآد وفي الأغاني بسنده ان عبد الملك بن مروان قال يا معشر الشعراء تشبهوننا مرة بالأسد الأبخر ومرة بالجبل الأوعر ومرة بالبحر الأجاج أ لا قلتم فينا كما قال أيمن بن خريم في بني هاشم نهاركم مكابدة وصوم * وليلكم صلاة واقتراء بليتم بالقرآن وبالتزكي * فاسرع فيكم ذاك البلاء بكى نجد غداة غد عليكم * ومكة والمدينة والجواء وحق لكل أرض فارقوها * عليكم دائبا لكم البكاء أأجعلكم وأقواما سواء * وبينكم وبينهم الهواء وهم أرض لأرجلكم وأنتم * لأرؤسهم وأعينهم سماء وذكر غير واحد من المؤرخين ان ابن الزبير خطب بمكة وابن عباس تحت المنبر فقال ان هاهنا رجلا قد أعمى الله قلبه كما أعمى بصره يزعم أن المتعة حلال ويفتي في القملة والنملة وقد احتمل بيت مال البصرة بالأمس وترك المسلمين بها يرتضخون النوى، قد قاتل أم المؤمنين وحواري رسول الله ص. فقال ابن عباس لقائده سعيد بن جبير بن هشام استقبل بي وجه ابن الزبير وارفع من صدري وكان قد كف بصره فاستقبل به وجهه وأقام قامته فحسر عن ذراعيه ثم قال يا ابن الزبير قد انصف القارة من راماها * أنا إذا ما فئة نلقاها نرد أولاها على أخراها * حتى تصير حرضا دعواها أما العمى فان الله تعالى يقول فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور وأما فتياي في القملة والنملة فان فيهما حكمين تعلمهما أنت ولا أصحابك. وأما حملي المال فإنه كان مالا جبيناه فأعطينا كل ذي حق حقه وبقيت بقية هي دون حقنا في كتاب الله فاخذنا حقنا وأما المتعة فسل أمك عن بردي عوسجة وأما قتالنا أم المؤمنين فبنا سميت أم المؤمنين لا بك ولا بأبيك فانطلق أبوك وخالك إلى حجاب مده الله عليها فهتكاه عنها ثم اتخذاها فتنة يقاتلان دونها وصانا حلائلهما في بيوتهما فلا أنصفا الله ولا محمدا من أنفسهما إذ أبرزا زوجة نبيه وصانا حلائلهما وأما قتالنا إياكم فانا لقيناكم زحفا فان كنا كفارا فقد كفرتم بفراركم منا وإن كنا مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم إيانا. وأيم الله لولا مكان صفية فيكم ومكان خديجة فينا لما تركت لبني أسد بن عبد العزى عظما إلا كسرته. فسال ابن الزبير أمه عن بردي عوسجة فقالت أ لم أنهك عن ابن عباس وعن بني هاشم يا بني احذر هذا الأعمى الذي ما أطاقته الإنس والجن اعلم أن عنده فضائح قريش ومخازيها فإياك وإياه آخر الدهر. فقال في ذلك أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي يا ابن الزبير لقد لاقيت بائقة * من البوائق فالطف لطف محتال لاقيته هاشميا طاب منبته * في مغرسيه كريم العم والخال ما زال يقرع منك العظم مقتدرا * على الجواب بصوت مسمع عالي حتى رأيتك مثل الكلب محتجرا * خلف الغبيط وكانت الباذخ العالي ان ابن عباس المعروف حكمته * خير الأنام له حال من الحال عيرته المتعة المتبوع سنتها * وبالقتال وقد عيرت بالمال لما رماك على رسل بأسهمه * جرت عليك كسوف الحال والبال فاحتز مقولك الاعلى بشفرته * حزا وحيا بلا قيل ولا قال واعلم بأنك ان عاودت عيبته * عادت عليك مخاز ذات أذيال بقية أخباره مع بني أمية روى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن الشعبي قال ارسل مروان يوم مرج راهط إلى أيمن بن خريم أ لا تتبعنا على ما نحن فيه وفي رواية ابن عساكر أ لا تخرج فتقاتل فقال ان أبي وعمي شهدا بدرا وانهما عهد إلي أن لا أقاتل رجلا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فان جئتني ببراءة من النار فانا معك فقال لا حاجة لنا بمعونتكم. ورواه في أسد الغابة بسنده عن الشعبي قال لما قاتل مروان بن الحكم الضحاك بن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم إنا نحب أن تقاتل معنا قال إن أبي وعمي وذكر نحوا مما مر قال اذهب ووقع فيه وسبه فخرج وهو يقول ولست مقاتلا أحدا يصلي * على سلطان آخر من قريش له سلطانه وعلي إثمي * معاذ الله من سفه وطيش أ أقتل مسلما في غير جرم * فلست بنافعي ما عشت عيشي قال ابن عساكر وفي رواية ان الذي طلب منه القتال انما هو عبد الملك بن مروان وانه قال له ان أبي وعمي شهدا الحديبية قال وقوله شهدا
(٥٢٠)