الحسن بن البغدادي السوراني قال في ترجمة فضالة بن أيوب قال لي أبو الحسن بن البغدادي السوراني الخ ورأى أبا الحسن علي بن حماد شاعر أهل البيت ع وعاصر من الشيوخ الجلة أبا القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي الوزير المغربي والشيخ أبا الحسن علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن عروة الكاتب ولم يرو عنه ولا عمن تقدمه في الطرق إلى أصحاب الكتب والظاهر أنه لعدم السماع أيضا ولقي من الشيوخ الأعاظم أبا محمد الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن علي العلوي المحمدي الشريف النقيب وقال قرأت عليه فوائد كثيرة وقرئ عليه وانا اسمع وأدرك النجاشي أيضا جماعة آخرين من الطبقة المتقدمة عليه ولم يرو عنهم لضعفهم أو لفساد مذهبهم منهم أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش الجوهري قال إنه اضطرب في آخر عمره ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا وتجنبته ومنهم أبو الحسين إسحاق بن الحسن بن بكران العقراني التمار قال: كان في هذا الوقت علوا فلم اسمع منه شيئا ومنهم القاضي أبو الحسن المخزومي علي بن عبد الله بن عمران القرشي المعروف بالميموني قال: كان فاسد المذهب والرواية، وقال في باب الكنى: انه مضطرب جدا، قال بحر العلوم: ولم أجد له رواية عنه، وليس إلا لضعفه واضطرابه. ومنهم أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن البهلول بن همام بن المطلب الشيباني، قال: كان في أول امره ثبتا ثم خلط، ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا ثم توقفت عن الرواية عنه الا بواسطة بيني وبينه، قال بحر العلوم: ولعل المراد استثناء ما ترويه الواسطة عنه حل الاستقامة والتثبت أو الاعتماد على الواسطة بناء على أن عدالته تمنع عن روايته عنه ما ليس كذلك، وعلى التقديرين يفهم منه عدالة الواسطة بينه وبين أبي الفضل بل عدالة الوسائط بينه وبين غيره من الضعفاء مطلقا ومنهم أبو نصر هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب المعروف بابن البرنية قال: كان يحضر مجلس أبي الحسين بن الشيبة العلوي الزيدي المذهب فعمل له كتابا وذكر ان الأئمة ثلاثة عشر مع زيد رأيت أبا العباس بن نوح قد عول عليه في الحكاية في كتابه اخبار الوكلاء اه، قال بحر العلوم: ولم أجد لهذا الرجل ذكرا في طرق الأصول والكتب، مع تقدم طبقته وتعويل أبي العباس بن نوح عليه وليس إلا لضعفه بما ارتكبه من تصنيف الكاتب المذكور، ولذا تعجب من تعويل ابن نوح عليه.
قال: ويستفاد من ذلك كله غاية احتراز النجاشي وتجنبه عن الضعفاء والمتهمين ومنه يظهر اعتماده على جميع من روى عنهم من المشايخ ووثوقه بهم، وسلامة مذاهبهم ورواياتهم عن الضعف والغمز، وأن ما قيل في أبي العباس بن نوح من المذاهب الفاسدة في الأصول مما لا أصل له، وهذا أصل نافع في الباب جدا يجب ان يحفظ ويلحظ قال: ويؤيد ذلك ما ذكره في جعفر بن محمد بن مالك بن سابور فإنه بعد تصنيفه وحكاية فساد مذهبه ورواياته قال ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الرازي، وكذا ما حكاه في عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد المعروف بأبي طالب الأنباري عن شيخه الحسين بن عبيد الله رحمه الله قال: قدم أبو طالب بغداد واجتهدت بان يمكنني أصحابنا من لقائه فاسمع منه فلم يفعلوا ذلك، دل ذلك على امتناع علماء ذلك الوقت عن الرواية عن الضعفاء وعدم تمكين الناس من الاخذ عنهم، وإلا لم يكن في رواية الثقتين الجليلين عن ابن سابور غرابة ولا للمنع من الأنباري وجه ويشهد لذلك قولهم في مقام التضعيف يعتمد المراسيل ويروي عن الضعفاء والمجاهيل، فان هذا الكلام من قائله في قوة التوثيق لكل من يروي عنه، وينبه عليه أيضا قولهم ضعفه أصحابنا أو غمز عليه أصحابنا أو بعض أصحابنا من دون تعيين إذ لولا الوثوق بالكل لما حسن هذا الاطلاق، بل وجب تعيين المضعف والغامز أو التنبيه على أنه من الثقات. ويدل على ذلك اعتذارهم عن الرواية عن بني فضال والطاطريين وأمثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم بعمل الأصحاب برواياتهم لكونهم ثقات في النقل وعن ذكر ابن عقدة باختلاطه بأصحابنا ومداخلته لهم وعظم محله وثقته وأمانته، وكذا اعتذر النجاشي عن ذكره لمن لا يعتمد عليه بالتزامه لذكر من صنف من أصحابنا والمنتمين إليهم قال في محمد بن عبد الملك بن محمد بن التبان كان معتزليا ثم اظهر الانتقال، ولم يكن ساكنا وقد ضمنا ان نذكر كل من ينتمي إلى هذه الطائفة وقال في المفضل بن عمر انه كوفي فاسد المذهب مضطرب الرواية لا يعبأ به وانما ذكرناه للشرط الذي قدمناه وقد وصف جملة من الطرق بالضعف أو الجهالة على وجه يشعر بسلامة غيرها منهما ففي محمد بن الحسن بن شمون قال أبو المفضل: حدثنا أبو الحسين رجاء بن يحيى بن سامان العبرتائي وأحمد بن محمد بن عيسى الفراء عنه قال: وهذا طريق مظلم، وفي عيسى بن المستفاد بعد ذكر الطريق إلى كتابه: وهذا الطريق طريق مصري فيه اضطراب، وفي سعيد بن جناح: له كتابان يرويهما عن عوف بن عبد الله وعوف مجهول، ومن هذا كلامه وهذه طريقته في نقد الرجال وانتقاد الطرق والتجنب عن الضعفاء والمجاهيل والتعجب من ثقة يروي عن ضعيف لا يليق به ان يروي عن ضعيف أو مجهول ويدخلهما في الطريق مع الاكثار وعدم التنبيه على ما هو عليه من الضعف أو الجهالة، فإنه إغراء بالباطل وتناقض واضطراب في الطريقة، ومقام هذا الشيخ في الضبط والعدالة يجل عن ذلك فتعين ان يكون مشايخه الذين يروي عنهم ثقات جميعا، ويؤيده على بعض الوجوه قوله في محمد بن أحمد بن الجنيد سمعت شيوخنا الثقات يقولون عنه ان كان يقول بالقياس وأخبرونا جميعا بالإجازة لهم بجميع كتبه ومصنفاته، وذلك على أن يكون المراد جميع الشيوخ كما هو ظاهر الجمع المضاف، ويقصد بالوصف المدح دون التخصيص، لكن في اخبار الجميع بذلك بعد، وكذا في حصول الإجازة من ابن الجنيد للكل، والأظهر ان المراد مشايخه المشاهير أو من قال في حقه شيخي أو شيخنا أو خصوص المفيد وابن نوح والحسين بن عبيد الله الذين هم اعرف شيوخه كما يشير اليه قوله في محمد بن يعقوب: روينا كتبه كلها عن جماعة شيوخنا محمد بن محمد والحسين بن عبيد الله وأحمد بن علي بن نوح، وعلى التقادير فهذه العبارة لا تنافي توثيق الجميع كما قلناه اه.
تفسير العدة الراوي عنهم النجاشي في رجال بحر العلوم: تكرر في كتاب النجاشي قوله عدة من أصحابنا أو جماعة من أصحابنا وما في معناهما في مواضع كثيرة من دون تفسير صريح لتلك العدة والجماعة والامر فيه هين على ما قررناه من وثاقة الكل ولعله السر في ترك البيان ومع ذلك فيمكن التمييز بالمروي عنه أو بدلالة ظاهر كلامه في جملة من التراجم.
فمنها العدة عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه والمراد بهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان والشيخ أبو العباس أحمد بن