مراد لهوي إذ كفي مصرفة * أعنة اللهو في تلك الميادين بالنيربين فمقري فالسرير * فحمرايا فجوحواشي جسر جسرين فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف * الأعلى فسطرا فجرنان فقلبين فالماطرون فداريا فجارتها * فابل فمغاني دير قانون تلك المنازل لا وادي الأراك ولا * رمل المصلى ولا اثلاث بيرين وله في مثل ذلك:
سقاها وروى من النيربين * إلى الغيضتين وحموريه إلى بيت لهيا إلى برزة * دلاح مكفكفة الأوعية وذكر غير واحد ان ابن منير كان معاصرا لابن القيسراني الشاعر الحلبي المقدم ذكره وجرت بينهما وقائع وملح ونوادر منها ان ابن منير كثيرا ما كان ببكت ابن القيسراني بأنه ما صحب أحدا الا نكب فاتفق ان أتابك عماد الدين زنكي صاحب الشام غناه مغن على قلعة جعبر وهو يحاصرها قول ابن منير:
ويلي من المعرض الغضبان إذ نقل * الواشي اليه حديثا كله زور سلمت فازور يزوي قوس حاجبه * كأنني كأس خمر وهو مخمور مزرفن الصدع مسبول ذوائبه * لي منه وجدان ممدود ومقصور فاستحسنها زنكي وقال لمن هذه فقيل لابن منير وهو بحلب فكتب باحضاره فليلة وصل قتل زنكي فقال ابن القيسراني هذه بجميع ما كنت تبكتني. ومن ملحه القصيدة الرائية المشهورة بالتترية التي نسج فيها على منوال الخالديين كما يأتي أوردها صاحب تزيين الأسواق المطبوع بمصر وغيره. وقد خمسها الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي. وكان سبب نظمه لها انه كان بينه وبين بعض الاشراف من النقباء مودة أكيدة فاهدى إلى الشريف هدية مع مملوك له يسمى تتر فاحتبس الشريف الغلام مع الهدية موهما انه حسبه من جملتها ليعبث بابن منير ويحركه فأرسل اليه ابن منير هذه القصيدة. وهذا الشريف لا يدري من هو ومن الناس من توهم انه الشريف المرتضى المشهور للتعبير عنه فيها بالشريف الموسوي وهو توهم فاسد فان بين ولادة ابن منير ووفاة المرتضى نحو أربعين سنة بل هذه الواقعة مع شريف آخر موسوي يكنى أبا مضر غير الشريف المرتضى والظاهر أنه كان يلقب بالمرتضى فلذلك حصل الاشتباه ولما وصلت القصيدة للمرتضى رد المملوك ومعه هدية فكتب اليه ابن منير بهذين البيتين:
إلى المرتضى حث المطي فإنه * امام على كل البرية قد سما ترى الناس أرضا في الفضائل عنده * ونجل الزكي الهاشمي هو السما وللشاعرين الخالديين أبيات على وزن قصيدة ابن منير ورويها وقصة مع الشريف محمد بن عمر الراوندي تشبه قصتها مذكورة في ترجمته من هذا الكتاب وكان ابن منير اخذ منهما لتقدم عصرهما عليه فزاد عليهما وابدع، وعارض قصيدة ابن منير القاضي جمال الدين علي بن محمد العبسي بقصيدة تأتي في ترجمته فقصر عنه ويناسب ان نذكر هنا قصة الخالديين مع الشريف الراوندي وأبياتهما قبل ذكر قصيدة ابن منير. وذلك انهما مدحا. فأبطأ عليهما بالجائزة وأراد الخروج إلى بعض الجهات فدخلا عليه وأنشداه:
قل للشريف المستجا * ربه إذا عدم المطر وابن الأئمة من قريش * والميامين الغرر أقسمت بالريحان والنغم * المضاعف والوتر لئن الشريف مضى ولم * ينعم لعبديه النظر لنشاركن بني أمية * في الضلال المشتهر ونرى معاوية اما * ما من يخالفه كفر ونقول ان يزيد ما * قتل الحسين ولا امر ونعد طلحة والزبير * من الميامين الغرر ويكون في عنق الشريف * دخول عبديه سقر وترى انهما أقسما على ذلك بالريحان والنغم والوتر اما ابن منير فاقسم كما يأتي بقسم عظيم بالمشعرين والصفا والحجر والحجر الأسود وبالحجاج والمعتمرين وقصيدة ابن منير هي هذه:
عذبت طرفي بالسهر * وأذبت جسمي بالفكر ومزجت صفو مودتي * من بعد بعدك بالكدر ومنحت جثماني الضنا * وكحلت جفني بالسهر وجفوت صبا ما له * عن حسن وجهك مصطبر يا قلب ويحك كم * تخادع بالغرور وكم تغر والأم تكلف بالأغن * من الظباء وبالأغر ريم يفوق ان رمى * بسهام ناظره النظر تركتك أعين تركها * من بأسهن على خطر ورمت فاصمت عن قسي * لا يناط بها وتر جرحتك جرحا لا يخيط * بالخيوط ولا الابر تلهو وتلعب بالعقول * عيون أبناء الخزر فكأنهن صوالج * وكأنهن لها اكر تخفي الهوى وتسره * وخفي سرك قد ظهر أ فهل لوجدك من مدى * يفضي اليه فينتظر روحي الفداء لشادن * انا من هواه على خطر رشا نحار له الخواطر * ان تثنى أو خطر عذل العذول وما رآه * فحين عاينه عذر قمر يزين ضوء صبح * جبينه ليل الشعر تدمي اللواحظ خده * فترى لها فيه اثر هو كالهلال ملثما * والبدر حسنا ان سفر ويلاه ما أحلاه في * قلبي الشجي وما امر نومي المحرم بعده * وربيع لذاتي صفر بالمشعرين وبالصفا * والبيت والحجر اقسم والحجر وبمن سعى فيه ومن * لبى وطاف أو اعتمر لئن الشريف الموسوي * ابن الشريف أبو مضر ابدى الجحود ولم يرد * إلي مملوكي تتر واليت آل أمية * الغر الميامين الغرر وجحدت بيعة حيدر * وعدلت عنه إلى عمر وإذا جرى ذكر الصحابة * بين قوم واشتهر قلت المقدم شيخ تيم * ثم صاحبه عمر ما سل قط ظبا على * آل النبي ولا شهر كلا ولا صد البتول * عن التراث ولا زجر واثابها الحسنى وما * شق الكتاب ولا بقر