معارضة المعلقات السبع وله في الاحتجاج للمذهب والمناجاة وكان سريع البديهة ربما ينظم القصيدة والأكثر في مجلس واحد بين الناس وهم مشغولون في الكلام وله في رثاء الحسين ع ما يقرب من مائة قصيدة وحكي انه في بعض السنين في عشر المحرم كان ينظم كل ليلة قصيدة في رثاء الحسين ع ويعطيها من يقرؤها في ليلته، والذي وقفنا عليه من شعره غير ما تلف مجلدان كبيران. ومدح الملوك والامراء كالسلطان عبد الحميد العثماني وغيره انتهى ملخصا. أقول: الرجل عنده مادة شعرية وقوة على النظم اضاعها في عدم تهذيب نظمه وفي الاكثار منه بدون ان يهذبه كأنه لم يسمع بحوليات زهير فجاء في شعره خلل كثير والحسن منه قليل وليته اقتصر في عشر المحرم على قصيدة واحدة وهذبها بدلا من أن ينظم كل ليلة قصيدة وما كان أغناه عن معارضة المعلقات. اما علوياته السبع فكانت النسخة مغلوطة فأصلحنا ما قدرنا على اصلاحه منها فمن القصيدة الأولى:
سرى ورواق الليل بالدجن مضروب * وقيد الحواشي بالأشعة مشبوب وميض كتلويح الرداء ودونه * وهاد تجافي بالسرى وأهاضيب فما راعني عذب الرواشف شادن * ولا شاقني شافي الروادف مخضوب سرى البارق الملتاح من جانب الحمى * لنا وجناح الليل اسود غربيب بدا من كثيبي عالج فاستفزني * بنجد وقلبي بالصبابة ملهوب وذكرني من كنت أهوى وبيننا * على الناي إدلاج يطول وتاويب رويدا طلاب المجد بالجد انما * هو المجد بالمسعاة لا السعي مكسوب تهون المعالي عند قوم وانها * على الدهر شئ بالمنية مطلوب سأتخذ الظلماء درعا حصينة * وان قل عندي في الرجال الأصاحيب أما كان بدر شاهدا لذوي العلى * بان رواق العز في الموت مضروب غداة تولى بالمعالي مهذب * وعادت بانكاث المخازي القراضيب وأشرق في العلياء بدر سمائه * فللقوم خسران عليه وتتبيب وجاءت قريش تمضغ الضغن والعنا * صدور عليها للضغائن تكتيب وجرداء ما امتطت عليها جزارة * ولكنها تحت العجاجة سرحوب فلما اشمخرت واشمأزت قناتها * إلى حيث لا تسمو الرعان الأخاشيب سماها علي والرماح شوارع * وفحل المنايا بالشراسة مركوب جلى نقعها واليوم بالنقع مسدف * وكأس الردى بين الفوارس معبوب فاضحت وفيها للغواني نوادب * وللوحش ولغ والقشاعم تخليب وقد علت البيض القواضب ريها * شفاء وأشرعن الرماح السلاهيب فكم ضيغم أغفى وليس به كرى * ولكنه من خمرة الموت مصحوب وكم ملك يأبى المذلة أصبحت * تقبل مثواه العتاق اليعابيب وكم خر فيها مستطيل ودونه * طعين بأطراف الأسنة مخضوب وكم هان مشبوح الذراعين أغلب * فأمسى على المثوى لقى وهو مغلوب وكم آسر أضحى وللأسر موثق * عليه وللأغلال غل وتكليب واصيد ما راضت نوازق باسه * جرى وهو للجرد الشوازب مجنوب وشقشقة قرت لقرم مصعب * وعضب تولى وهو بالعضب معصوب وناعم جسم عافر الوجه شاحب * عوائده العقبان والنسر والذيب هو الخطب ما كانوا يظنون مثله * ولكنه من حارب الله محروب تغشاه طلاع الثنايا مشيع * إذا أرهق الأقوام للبؤس اتعوب وناصر دين الله وابن نصيره * إذا عز إقدام وأعوز مندوب عماد إلى الدين الحنيفي قائم * وهاد إلى الامر الإلهي منسوب ومظهر اسرار النبوة والذي * بسطوته استعلى الهدى وثوى الحوب وذو الجهد يوم الشعب لما تشعشعت * كؤوس الردى في قومه والأكاويب وجاشت قريش والتوت وتمردت * ورانت عليها للضلال الغياهيب علا لم تنول للمساعي بعلة * ولكنه شئ من الله موهوب وفضل به تم الوجود وفيصل * به قام للامر الربوي ترتيب وهي طويلة ومن أول القصيدة الثانية:
الا ما لعيني والخيال المؤازر * ودون التداني طول رجع المعاذر أفي كل يوم لي على الدهر عثرة * تكر باعقاب الجدود العواثر ولا يسمح الدهر الغشوم بصاحب * ولا ترجع الأيام مني بعاذر ولا أقتضي منه ديوني ويقتضي * سوالف من أسئارها بالغوابر فلا بل كفي بالسماح ولا روى * زنادي ولا أم الضيوف مناوري إذا لم أزرها كالسعالى مغارة * عتاقا كاطراف الرماح الخواطر فقد طالما جمجمت دون مطالبي * وجعجعت اخفاف المطي الذواعر وخليت ما بين المعازيل والعلا * وأسهلت ما بيني وبين ابن ذاعر وهومت تهويم الغبي كأنني * إلى المجد لم اصدع صفاة العشائر ولا ذاق بأسي الزائرون ولانما * عديدي على هام العلا والمفاخر ولا اقتنصت هذي الليالي حبائلي * غلابا ولا دارت بهن دوائري ولا جلجلت بالدارعين صواعقي * ولا نصبت فوق الأعادي منابري ولا اغتبطت بي في الورى أم قسطل * ولا انجفلت من سطوتي أم عامر ولا أبرقت يوم النزال صوارمي * ولا هتفت يوم الهياج زماجري لعمري لقد خان الأجيدع ربه * وران على المعروف أم المناكر حنانيك ليس المجد الا من السرى * ولا العز الا تحت وطء الحوافر ولا مدح الا للوصي فإنه * معاذ لمن أوذاه سوء الكبائر لئن تاه مدح فيه أو ضل شاعر * فقد دله من كل فضل بباهر ولكن لفظ المدح فيه على فمي * من الفكر منثال بغر الجواهر علي أمين الله جل جلاله * على كل غيب من خفي وظاهر زعيم على الامر الربوي محكم * جميع القضايا من جميع المقادر شهدت لقد آوى الخلافة سيفه * إلى جانب من عقوة الدين عامر كغدوة أحد والقنا يحطم القنا * وفي الهام أمثال الرعود الزواجر غداة اكفهر القوم والله شاهد * لادبارهم والدين دامي الأظافر تجلت قريش بالردى مشمخرة * حفيفا على حزن الملا والأواعر وجاءت على خيلائها تكسف الضحى * طلابا لأضغان التراث الغوابر وقد ضاقت الأرض الفضا من مزاحف * لأرعن موار الجناحين زاخر ظلام ولا غير المواضي نهاره * ولا شهب غير العاملات الشواجر تؤم الكماة المعلمين كواعب * من البيض أمثال النجوم الزواهر تميل على الارداف تيها كأنها * غصون تلوى فوق كثبان حاجر جنين المنايا في خدود اسيلة * وأقمار تم تحت ليل الغدائر تثنى بقعقاع الرماح نزيفة * وتشدو إذا صلت ظبا في المغافر فلم يتبين واقع في حومة الوغى * صليل المواضي من حنين المزامر خفقن بترجيع الأغاني مكبة * على هام وراد الوغى في المصادر وقد جمعوا زلزالهم وتذامروا * مقارعة بين القنا المتشاجر فمالوا عليهم ميلة جاهلية * وقد وقفت أرواحهم في الحناجر وضاقت فجاج الأرض طرا عليهم * بما رحبت والحتف سامي المظاهر سماها أبو سفيان والكفر حاشد * على الهدي أذيال المنايا الحواضر يغالب امرا دونه الله غالب * ويسمو لأخرى رامها غير قادر