السنة والجماعة نخالف الطائفتين ونقول بامامة من أجمع عليه المسلمون والسلام انتهى فهذا اما دس من الطابع أو كان موجودا في هامش نسخة الأصل فأدخله الطابع في أصل النسخة لموافقته هواه أو قيل مداراة إلى غير ذلك مما يعرفه المطلع الخبير.
ما يستفاد من غاية الاختصار من أحوال مؤلفه لما كانت أحوال مؤلف الغاية مجهولة ولم يصل الينا منها شئ سوى ما يستفاد من الكتاب المذكور فلنذكر ما يستفاد منه في ذلك يستفاد من هذا الكتاب فضل مؤلفه وانه كان عالما فاضلا شاعرا ناثرا نسابة واسع الاطلاع ودل قوله في ص 9 انه حضر صحبة الحضرة السلطانية يعني غازان على نباهته وشرفه وقربه من السلطان فمن يحضر بصحبة السلطان لا بد أن يكون جليل القدر عظيم الشأن ودل طلب أصيل الدين منه تاليف كتاب في الأنساب على علمه وفضله وانه كان مشهورا بعلم الأنساب وقد قال في خطبته الحمد لله الذي خلق الأنام من أب واحد. واخترعهم على غير مثال وبغير مساعد. وخلق منه زوجه وبث منهما رجالا ونساء. آباء وأمهات وبنات وأبناء وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا. وبطونا وأفخاذا ليتعاطفوا وعظم الرحم في صدورهم وأجلها في نفوسهم وقرنها باسمه الأعظم عند المناشدة في الملمات العظام وأمر أن تتقي كما يتقى فقال عز من قائل واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام وجعلها متعلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني وجعل صلتها في العمر زيادة وقطعها على هدمه مساعدة ثم وضع مقدمة قال فيها اعلم أن علم النسب علم العرب وهم الذين حفظوه وضبطوه وأصلوه وفرعوه فاما الفرس فلم يطلبوا له تحقيقا ولا ضبطوا منه ما يلحق صريحا أو ينفي لصيقا وقد ذكر أبو إسحاق الصابي الكاتب في التاجي وهو الكتاب الذي ألفه لعضد الدولة في مناقبه ومناقب الديلم ان عضد الدولة بحث عن نسبه وكاتب أبا محمد المهلبي في ذلك فسال عنه شيوخ الديلم والمرابذة ووجوه الفرس حتى حققوه وحرروه وصححوه وزعم أن ضياع انساب الفرس ليس هو لأجل هوان علمها وضبطها عندهم واهمالهم لما تراعيه الجلة من مآثرها ومفاخرها ولكن اعترضتهم حدوث دولة وفتنة وملة يعني ملة الاسلام فأخلت شرفهم وقطعت اتصالهم وشغلتهم عن مراعاة أنسابهم فضاعت ولعمري ان اعتراض الفتن وحدوث الحوادث العظام لكما زعم أبو إسحاق في إهمال الذكر وصرف العناية عن حراسة أسباب الفخر ولكن لو كانت الأسباب عندهم مرعية لما شغلتهم عنها الحوادث أ لا ترى ان العرب اعترضتهم أيضا في زماننا دولة أخملت شرفهم ونقلت الملك عنهم وشردتهم كل مشرد ومزقتهم كل ممزق وهم مع ذلك حافظون لأنسابهم مراعون لأعقابهم وانك لترى البدوي منهم ذاهبا خلف ثلة من الضأن يرعاها إذا خاطبته وجدته أحمق الناس وأجهلهم بكل شئ وهو مع ذلك يعرف قبيلته وبطنه وفخذه وربما رفع نفسه إلى الجد الأعلى. ثم قسم النسب إلى نوعين مشجر ومبسوط فتكلم على كل منهما ثم ذكر كيفية ثبوت النسب عند النسابة وأوصاف صاحب النسب وقال في ص 51 وأما آل معد فهم أجدادي لأمي. فدل على أن أمه من آل معد العلويين الموسويين المشهورين بالعراق. ثم ذكر في ص 52 الفقيه صفي الدين محمد بن معد وترحم عليه ثم قال ص 53 سمعت ان الوزير السعيد نصير الدين الطوسي رحمه الله قال إني اجتمعت بالفقيه صفي الدين بن معد وآخيته وذلك أن الفقيه صفي الدين رحمه الله سافر إلى بلاد العجم في أيام حداثته واجتمع به هناك ولما ورد مولانا نصير الدين إلى الحلة أول مرة سال عن صفي الدين الفقيه فقيل ليس له سوى بنت يعني الحاجة فاطمة زوجة والدي فقال هذه بنت أخي وأرسل إليها سلاما وكاتبها برقاع رأيتها بخطه وعندي منها شئ وكان مولانا نصير الدين قد ظن أن أخي الأكبر جلال الدين من هذه الحاجة وأنها أمه فزوجه ابنته وأوقع العقد بمراغة فلما علم بعد ذلك أن أمه عامية وليست من بيت الفقيه ابن معد سأل طلاقها فطلقت وما زال مولانا يراعينا بهذا السبب إلى أن انتقل إلى جوار ربه قدس الله روحه انتهى.
ويستفاد من ذلك أن للمترجم أخا أكبر منه اسمه جلال الدين وأن أمه عامية وان أباه كان له زوجة أخرى تسمى الحاجة فاطمة هي من بيت معد وأنها غير أمه التي هي منهم ولذلك عبر عنها بزوجة والدي ولم يقل أمي. وذكر في ص 74 صفي الدين أبا الحسن عليا السوراوي نقيب الحلة وقال تزوج أبي ابنته وزوج ابنه علم الدين إسماعيل بابنته وليس لصفي الدين من الولد سوى إسماعيل هذا وبنتين ولما قتل أبي خلف على احدى البنتين رجل من بني عمها فدل على أن أباه مات قتلا وأنه كان متزوجا بأربع نساء أمه وهي من بني معد والحاجة فاطمة وهي منهم أيضا وامرأة عامية هي أم أخيه الأكبر جلال الدين والرابعة بنت صفي الدين.
تصريحه بأنه من بيت زهرة صرح المؤلف في كتابه بأنه من بيت زهرة فلم يدع مجالا للريب فقال في ص 57 بيت الاسحاقيين وهم بنو إسحاق بن الصادق ويلقب بالمؤتمن أعيانهم والحمد لله أهلنا بيت زهرة نقباء حلب جدهم زهرة بن علي أبي المواهب الخ.
مشايخه ومن عاصره ونقل عنه يستفاد من غاية الاختصار انه عاصر جماعة ونقل عنهم وبعضهم كان من مشايخه فمن قلنا عنه أنه من مشايخه والا فهو ممن عاصره ونقل عنه 1 جمال الدين علي بن محمد الدستجرداني أبو الحسن الوزير المقتول 696 (2) المؤرخ أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد الشيباني المعروف بابن الفوطي صاحب الحوادث الجامعة المتوفى 723 3 ظهير الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمود الكازروني المتوفى سنة 697 عن الشريف أبي محمد قريش بن سبيع بن مهنا بن سبيع العبيدلي العلوي وجل رواياته في غاية الاختصار عن علي بن محمد هذا فهو شيخه في الرواية 4 يحيى بن سعيد الحلي المتوفى 690 أو 689 5 فخر الدين علي بن يوسف البرقي ففي ص 54 من الغاية انه انشده شعرا لأحمد بن معد 6 السيد إسماعيل الكيال المتوفى 700 7 علي بن عيسى الأربلي صاحب كشف الغمة 8 السيد عبد الكريم بن طاوس المتوفى 693 (9) السيد شرف الدين أبو جعفر بن محمد بن تمام بن علي بن تمام العبيدلي 10 علي بن أحمد العبيدلي 11 أبو طالب شمس الدين