الحارث بن حماطة بن جرش انتهى وزاد في أسد الغابة بعد الحارث الكنانية.
أخواتها في الاستيعاب: هي أخت ميمونة زوج النبي ص وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخت أخواتها، فأسماء وأختها سلمى وأختها سلامة الخثعميات هن أخوات ميمونة لأم وهن تسع وقيل عشر أخوات لأم وست لأم وأب انتهى ووجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته: وهي احدى النساء العشر اللواتي سماهن ص الأخوات المؤمنات تسع منهن لأم واحدة وهي هند بنت عوف أم أسماء وقيل هن تسع ثمان منهن لأم واحدة هي هند المذكورة فأخوات أسماء لأمها:
ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين. وأم الفضل زوجة العباس. وأختها لأبيها سلمى بنت عميس زوجة حمزة سيد الشهداء ولهذا قيل فيها انها أكرم الناس اصهارا فمن أصهارها النبي ص لأنه زوج أختها ميمونة وحمزة زوج أختها سلمى والعباس زوج أختها لبابة أم الفضل وبعضهم قال ذلك في حق أمها هند بنت عوف انتهى.
ما قيل في حقها ذكر الشيخ في رجاله أسماء بنت عميس في أصحاب الرسول ص وفي أصحاب علي ع وأسماء رضوان الله عليها من المهاجرات السابقات إلى الاسلام روى محمد بن سعد في الطبقات الكبير بسنده انها أسلمت قبل دخول رسول الله ص دار الأرقم بمكة وبايعت وهاجرت إلى ارض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له هناك عبد الله ومحمدا وعونا وقدم بها جعفر المدينة عام خيبر ثم قتل عنها بمؤتة شهيدا في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة وروى ابن سعد في الطبقات أيضا بسنده انها لما قدمت من ارض الحبشة قال لها عمر: يا حبشية سبقناكم بالهجرة فقالت: اي لعمري لقد صدقت كنتم مع رسول الله ص يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء اما والله لآتين رسول الله ص فلأذكرن له ذلك فاتت النبي ص فذكرت له ذلك فقال: للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان وفي رواية أخرى لابن سعد كذب من يقول ذلك، لكم الهجرة مرتين هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلي. وبسنده عن أسماء انها قالت: أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه فأتاني رسول الله ص ولقد هنات يعني دبغت أربعين اهابا من أدم وعجنت عجيني وأخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم وهذا يدل على ما كانت عليه النساء العربيات من حسن الإدارة ومزاولة الاعمال والعناية بأمر الأطفال وما ظنك بامرأة ذات ثلاثة أطفال ليس معها معين وزوجها غائب تدبغ أربعين جلدا وتعجن وتغسل أولادها وتدهنهم في صبيحة يوم فدخل علي رسول الله ص فقال:
يا أسماء أين بنو جعفر فجئت بهم اليه فضمهم وشمهم ثم ذرفت عيناه فبكى فقلت اي رسول الله لعله بلغك عن جعفر شئ؟ قال: نعم قتل اليوم. فقمت أصيح فاجتمع إلي النساء فجعل رسول الله ص يقول: يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي صدرا ودخل على ابنته فاطمة وهي تقول وا عماه فقال ص على مثل جعفر فلتبك الباكية ثم قال اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم. وروى ابن سعد أيضا ان أبا بكر تزوج أسماء بنت عميس بعد جعفر بن أبي طالب فولدت له محمد بن أبي بكر نفست به بذي الحليفة وفي رواية بالبيداء وهم يريدون حجة الوداع فأمرها رسول الله ص ان تستثفر بثوب ثم تغتسل وتحرم وهي نفساء أقول الظاهر أن هذا الغسل الذي امرها به هو غسل الاحرام المستحب.
ثم توفي عنها أبو بكر فتزوجها بعده علي بن أبي طالب قال ابن سعد قال محمد بن عمر يعني الواقدي ثم تزوجت أسماء بنت عميس بعد أبي بكر علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا انتهى وفي الاستيعاب: ولدت له يحيى بن علي بن أبي طالب لا خلاف في ذلك وزعم ابن الكلبي ان عون بن علي بن أبي طالب أمه أسماء بنت عميس الخثعمية ولم يقل هذا أحد غيره فيما علمت أقول قد حكاه ابن سعد عن الواقدي كما مر وانما لم يتزوجها علي ع بعد قتل أخيه جعفر لأن فاطمة ع كانت حية. وفي أسد الغابة قيل: ان أسماء تزوجها حمزة وليس بشئ انما التي تزوجها حمزة أختها سلمى بنت عميس انتهى وكان لمحمد بن أبي بكر يوم توفي أبوه ثلاث سنين أو نحوها حكاه ابن سعد في الطبقات عن الواقدي فرباه أمير المؤمنين ع فهو ربيبه وربي في حجره ومن هنا جاءه التشيع وجاءه أيضا من قبل أمه. وكانت أسماء وهي عند زوجها أبي بكر تتشيع لعلي وتواليه وتخبره ببعض ما يجري من الاسرار.
وروى كثير من أهل الآثار في خبر تزويج فاطمة الزهراء ع ان رسول الله ص امر النساء بالخروج فخرجن مسرعات الا أسماء بنت عميس فدخل النبي ص قالت أسماء فلما خرج رأى سوادي فقال: من أنت؟
قلت: أسماء بنت عميس قال: ألم آمرك أن تخرجي قلت بلى يا رسول الله وما قصدت خلافك ولكني كنت حضرت وفاة خديجة فبكت خديجة عند وفاتها فقلت لها أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين وأنت زوجة النبي ص ومبشرة على لسانه بالجنة. فقالت: ما لهذا بكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تفضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها وفاطمة حديثة عهد بصبا وأخاف أن لا يكون لها من يتولى امرها حينئذ قالت أسماء بنت عميس فقلت لها يا سيدتي لك عهد الله علي ان بقيت إلى ذلك الوقت ان أقوم مقامك في ذلك الأمر، فبكى وقال: فاسال الله ان يحرسك من فوقك ومن تحتك ومن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم. وممن صرح بوجود أسماء بنت عميس في زفاف فاطمة الحاكم في المستدرك فإنه روى فيه بسنده عن أسماء بنت عميس قالت كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله ص إلى أن قال ثم رجع فرأى سوادا بين يديه فقال من هذا؟ فقلت: أنا أسماء قال: أسماء بنت عميس قلت نعم قال جئت في زفاف ابنة رسول الله قلت نعم فدعا لي انتهى.
وفي كتاب كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تأليف محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658 في خبر تزويج فاطمة ع في حديث قال: فأقبلا يعني عليا وفاطمة حتى جلسا مجلسهما وعندهما أمهات المؤمنين وبينهن وبين علي حجاب وفاطمة مع النساء ثم اقبل النبي ص حتى دق الباب ففتحت له الباب أم أيمن فدخل وخرجت النساء مسرعات وبقيت أسماء بنت عميس فلما بصرت برسول الله ص مقبلا تهيات لتخرج فقال لها رسول الله ص على رسلك من أنت فقالت انا أسماء بنت عميس بأبي أنت وأمي ان الفتاة ليلة بنائها لا غناء بها عن امرأة ان حدث لها حاجة أفضت بها إليها فقال لها رسول الله ص ما أخرك إلى ذلك فقلت: اي والذي بعثك بالحق ما اكذب والروح الأمين يأتيك