وفي ميزان الاعتدال: سئل عنه الدارقطني فقال لم يكن في الدين بالقوي واكذب من يتهمه بالوضع انما بلاؤه من هذه الوجادات وقال ابن عدي رأيت فيه مجازفات كان يقول حدثتني فلانة قالت هذا كتاب فلان قرأت فيه قال حدثنا فلان اه.
أقول الرجل ثقة حافظ ورع لا ذنب له سوى التشيع كما صرح الذهبي بأنه مقت لتشيعه وأبو الحسن بأنه لا يزيد على أنه حافظ محدث ليس بقوي في الدين وأراد بعدم قوته في الدين نسبته إلى التشيع. ومر تفسير الذهبي قول ابن عدي كان رجل سوء بالرفض أما رواية المناكير فلأنه يروي ما يرونه منكرا لمخالفته رأيهم وما ألفوه وذلك لا يجعله منكرا مع أن ابن عدي لم يسق له شيئا منكرا وأما خبر قصيعة المخنث فمن السخافة بمكان لا يصدقه الا سخيف العقل وما الذي يحمله على هذا الفعل وهو بالمكانة العالية من العلم والحفظ والرجل لو لم يكن متدينا فهو عاقل وهذا ما لا يفعله عاقل، كما أن حمله شيوخ الكوفة على الكذب لا يقبله عقل فإذا كان يريد الكذب فليقتصر على أمرهم بالرواية عنه ولما ذا يعود فيرويها عنهم وهو رجل عاقل وكذلك حكاية الدهليز هي من هذا النوع واسخف الكل حكاية السراويل فكيف تمكن أن يملأ سراويله كتبا ويحملها ولا يعلم به صاحب البيت ولا الحضور ثم يراه الحضور بعد خروجه ولا يراه صاحب البيت والظاهر أن هذه حكايات وضعوها عليه قصد شينه حسدا أو بغضا كحكاية الصخرة. وأما الوجادة فهي احدى طرق تحمل الراية فلا ينبغي أن يتهم بالوضع من أجلها بعد ما ظهر وثاقته، وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ بعد نقل كلام أبي بكر بن غالب المتقدم قلت ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع حديث أما الأسانيد فلا أدري اه وفي لسان الميزان بعد نقل ما مر عن تذكرة الحفاظ قلت انا ولا أظنه كان يضع في الاسناد الا الذي حكاه ابن عدي وهي الوجادات التي أشار إليها الدارقطني قال وقيل لأبي علي الحافظ ما يقوله بعض الناس فيه فقال لا تشتغل بمثل هذا أبو العباس امام حافظ محله محل من يسال عن التابعين واتباعهم فلا يسال عنه أحد من الناس اه. وإذا كان ابن عدي صح عنده قول أبي غالب فلماذا قال إني لولا ما شرطته لم أذكره أي في المقدوحين للفضل الذي كان فيه والمعرفة والله العالم باسرار عباده.
مشايخه في تاريخ بغداد: قدم أبو العباس بغداد فسمع من محمد بن عبيد الله المنادي وعلي بن داود القنطري والحسن بن مكرم ويحيى بن أبي طالب وأحمد بن أبي خيثمة وعبد الله بن روح المدائني وإسماعيل بن إسحاق القاضي ونحوهم وقدمها في آخر عمره فحدث بها عن هؤلاء الشيوخ وعن أحمد بن عبد الحميد الحارثي وعبد الله بن أبي اسامة الكلبي وإبراهيم بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم العقيلي وأحمد بن يحيى الصوفي والحسن بن علي بن عفان العامري ومحمد بن الحسين الحنيني ويعقوب بن يوسف بن زياد ومحمد بن إسماعيل الراشدي ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني والحسن بن عتبة الكندي وعبد الله بن أحمد بن المستورد والحسن بن جعفر بن مدرار وعبد العزيز بن محمد بن زبالة المديني وعبد الله بن أبي مسرة المكي وغيرهم وفي تذكرة الحفاظ حدث عن أبي جعفر بن عبيد الله بن المنادي وذكر معه جماعة ممن تقدم ثم قال وأمم لا يحصون اه وفي ميزان الاعتدال عن ابن عدي انه ذكر انه سمع من العطاردي ولم يحدث عنه لضعفه عنده.
تلاميذه في تاريخ بغداد: روى عنه الحفاظ والأكابر مثل أبي بكر بن الجعابي وعبد الله بن عدي الجرجاني وأبي القاسم الطبراني ومحمد بن المظفر وأبي حفص بن شاهين وعبد الله بن موسى الهاشمي وعمر بن إبراهيم الكناني وأبي عبيد الله المرزباني ومن في طبقتهم وحدثنا عنه أبو عمر بن مهدي وأبو الحسين بن المقيم المتيم وأبو الحسن بن الصلت اه وزاد ابن حجر في تذكرة الحفاظ وابن جميع الغساني وإبراهيم بن خرسنده مولاه.
مؤلفاته في الخلاصة: من جملة كتبه كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق ع أربعة آلاف رجل وأخرج لكل رجل الحديث الذي رواه، وفي الفهرست: له كتب كثيرة منها: 1 التاريخ وهو في ذكر من روى الحديث من الناس كلهم من العامة والشيعة واخبارهم خرج منه شئ كثير ولم يتمه 2 السنن وهو كتاب عظيم قيل إنه حمل بهيمة لم يجتمع لأحد وقد جمعه هو 3 من روى عن أمير المؤمنين ع ومسنده 4 من روى عن الحسن والحسين ع 5 من روى عن علي بن الحسين ع وأخباره 6 من روى عن أبي جعفر محمد بن علي ع وأخباره 7 من روى عن زيد بن علي رضي الله عنه ومسنده 8 كتاب الرجال وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمد ع 9 الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم 10 اخبار أبي حنيفة ره ومسنده 11 الولاية ومن روى حديث غدير خم 12 فضل الكوفة 13 من روى عن علي أمير المؤمنين ع انه قسيم الجنة والنار 14 الطائر 15 مسند عبد الله بن بكير بن أعين 16 حديث الراية 17 الشورى 18 ذكر النبي ع 19 الصخرة والراهب وطرق ذلك 20 الآداب وهو كتاب كبير يشتمل على كتب كثيرة مثل المحاسن 21 طرق تفسير قول الله عز وجل إنما أنت منذر ولكل قوم هاد 22 طرق حديث النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى 23 تسمية من شهد مع أمير المؤمنين ع حروبه من الصحابة والتابعين 24 الشيعة من أصحاب الحديث 25 من روى عن فاطمة ع من أولادها 26 يحيى بن زيد بن الحسين واخباره، أخبرنا بجميع رواياته وكتبه أبو الحسن أحمد بن موسى الأهوازي وكان معه أبي العباس بإجازته وشرح رواياته وكتبه عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد وذكر النجاشي هذه الكتب سوى كتاب من روى عن فاطمة ع من أولادها وزاد عليها 27 كتاب صلح الحسن ع ومعاوية، قال ورأيت له 28 كتاب تفسير القرآن قال وهو كتاب حسن