عمر فعرض على أبي العباس بن عقدة فقال ليس هذا الحديث عند أبي محمد عن أبي كريب وإنما سمعه من أبي سعيد الأشج فاتصل هذا القول بابن صاعد فنظر في أصله فوجده كما قال فلما اجتمع الناس قال لهم إنا كنا حدثناكم عن أبي كريب عن حفص عن عبيد الله بحديث كذا ووهمنا فيه إنما حدثناه أبو سعيد الأشج عن حفص بن غياث وقد رجعنا عن الرواية الأولة قلت لحمزة: ابن عقدة الذي نبه يحيى على هذا فتوقف ثم قال:
ابن عقدة أو غيره. وبسنده عن ابن الجعابي: دخل ابن عقدة بغداد ثلاث دفعات والثانية في حياة ابن منيع وطلب مني شيئا من حديث يحيى بن صاعد لينظر فيه فجئت إلى ابن صاعد وسألته ان يدفع إلي شيئا من حديثه لأحمله إلى ابن عقدة فدفع إلي مسند علي بن أبي طالب فتعجبت من ذلك وقلت في نفسي كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس به مع اتساعه في حديث الكوفيين وحملته إلى ابن عقدة فنظر فيه ثم رده علي فقلت أيها الشيخ هل فيه شئ يستغرب فقال نعم! فيه حديث خطا فقلت أخبرني به فقال والله لا أعرفنك ذلك حتى أجاوز قنطرة الياسرية وكان يخاف من أصحاب ابن صاعد فطالت علي الأيام انتظارا لوعده فلما خرج إلى الكوفة سرت معه فلما أردت مفارقته قلت وعدك؟ فقال نعم الحديث عن أبي سعيد الأشج عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ومتى سمع منه وإنما ولد أبو سعيد في الليلة التي مات فيها يحيى، فودعته وجئت إلى ابن صاعد فقلت له ولد أبو سعيد الأشج في الليلة التي فيها يحيى بن زكريا بن أبي زائدة فقال كذا يقولون، فقلت له في كتابك حديث عن الأشج عنه فما حاله فقال لي عرفك ذلك ابن عقدة فقلت نعم فقال لأجعلن على كل شجرة من لحمه قطعة، ثم رجع يحيى إلى الأصول فوجد الحديث عنده عن شيخ غير أبي سعيد عن ابن أبي زائدة وقد أخطأ في نقله فجعله على الصواب أو كما قال.
وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال فقال: أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ أبو العباس محدث الكوفة شيعي متوسط أي ليس بغال ضعفه غير واحد وقواه آخرون قال ابن عدي صاحب معرفة وحفظ وتقدم في الصنعة رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، ثم قوى بان عدي امره وقال: لولا اني شرطت أن أذكر كل من تكلم فيه يعني لا أحابي لم أذكره للفضل الذي كان فيه والمعرفة ولم يسق له ابن عدي شيئا منكرا وقال كان مقدما في الشيعة اه.
وفي لسان الميزان: قال ابن عدي وقد كان ابن عقدة من الحفظ والمعرفة بمكان اه وفي تذكرة الحفاظ: ابن عقدة حافظ العصر والمحدث البحر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم وكان أبوه نحويا صالحا يلقب بعقدة. وكتب أبو العباس العالي والنازل والحق والباطل حتى كتب عن أصحابه وكان اليه المنتهى في قوة الحفظ وكثرة الحديث وصنف وجمع وألف في الأبواب والتراجم ورحلته قليلة ولهذا كان يأخذ عن الذين يرحلون اليه ولو صان نفسه وجود لضربت اليه أكباد الإبل ولضرب بإمامته المثل، لكنه جمع فأوعى وخلط الغث بالسمين والخرز بالدر الثمين، ومقت لتشيعه. ثم أورد حديثا في طريقة ابن عقدة استدل به على عدم غلوه في التشيع. قال: ولكن الكوفة تغلي بالتشيع وتفور والسني فيها طرفة قال: وسال السلمي أبا الحسن الدارقطني عنه فقال: حافظ محدث ولم يكن في الدين بقوي لا أزيد على هذا، قال: وقد أفردت ترجمته في جزء وقع لي حديثه بعلو اه وفي تذكرة الحفاظ في ترجمة الطبراني:
قال جعفر بن أبي السري سالت ابن عقدة أن يعيد لي فوتا وشددت فقال من أين أنت؟ قلت من أصبهان فقال ناصبة؟ فقلت لا تقل هذا فيهم فقهاء متشيعة فقال شيعة معاوية قلت بل شيعة علي! وما فيهم الا من علي أعز عليه من عينه وأهله! فأعاد علي ما قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي وهو الطبراني فقلت لا اعرفه! فقال يا سبحان الله! أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه وتؤذيني هذا الأذى؟ ما اعرف له نظيرا اه.
القدح فيه قال الخطيب تكلم فيه مطين باخرة لما حبس كتبه عنه. ثم ذكر عن ابن عقدة أنه قال كان قد اتاني كتاب فيه نحو خمسمائة حديث عن حبيب بن أبي ثابت الأسدي لا أعرف له طريقا وأنه أخذ بعض وراقيه إلى بجيلة وأمره أن يسال عن قصيعة المخنث فخرج رجل في عنقه طبل مخضب بالحناء فقال له ما اسمك؟ فقال قصيعة فقال ما اسمك على الحقيقة فقال محمد ابن من قال ابن علي ابن من قال ابن حمزة ابن من قال لا أدري فقال أنت محمد بن علي بن حمزة بن فلان بن فلان ابن حبيب بن أبي ثابت الأسدي فاخرج من كمه جزءا فدفعه إلي ثم جعل يقول دفع إلي فلان ابن فلان ابن فلان ابن حبيب بن أبي ثابت كتاب جده فكان فيه كذا وكذا. وبسنده عن أبي بكر بن أبي غالب: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب يسوي لهم نسخة ويأمرهم أن يرووها كيف يتدين بالحديث ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم وقد بينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة. وبسنده عن الباغندي: كتب الينا ابن عقدة انه قد خرج شيخ بالكوفيين فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه فقال ليس عندي أصل إنما جاءني ابن عقدة بهذه فقال اروه يكن لك فيه ذكر ويرحل إليك أهل بغداد فيسمعوه منك وبسنده عمن دخل إلى دهليز ابن عقدة وفيه رجل يكتب من أصل عتيق فقلت له أرني فقال قد اخذ علي ابن سعيد ان لا يراه معي أحد فرفقت به حتى اخذته عنه فإذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جابر وفيه سماعي وخرج ابن سعيد وهو في يدي فحرد على الرجل وخاصمه ثم التفت إلي وقال هذا عارضنا به الأصل فأمسكت عنه، وبسنده انه وجه اليه من خراسان بمال ليعطيه إلى بعض الضعفاء وكان على باب جاره صخرة عظيمة فقال لابنه ارفع هذه الصخرة فلم يستطع رفعها لعظمها وثقلها فقال أراك ضعيفا وأعطاه المال. وبسنده سئل الدارقطني عن ابن عقدة فقال كان رجل سوء قال الذهبي في الميزان بعد نقله: يشير إلى الرفض. وحكى الخطيب ان البرقاني سأله أيش أكبر ما في نفسك على ابن عقدة قال الاكثار من المناكير. وبسنده عن أبي عمر بن حيويه كان أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في جامع براثى يملي مثالب أصحاب رسول الله ص أو قال الشيخين فتركت حديثه لا احدث عنه بشئ اه تاريخ بغداد.
وفي لسان الميزان قال ابن عدي سمعت ابن مكرم يقول كنا عند ابن عثمان بن سعيد في بيت وقد وضع بين أيدينا كتبا كثيرة فنزع ابن عقدة سراويله وملاها منها سرا من الشيخ ومنا فلما خرجنا قلنا ما هذا الذي تحمله فقال دعونا من ورعكم اه.