محمد بن عمر الواقدي عن شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر ان بلالا ترب أبي بكر قال الواقدي فإن كان هذا هكذا وقد توفي أبو بكر سنة 13 وهو ابن 63 سنة فبين هذا وبين ما روي لنا في بلال سبع سنين وشعيب بن طلحة اعلم بميلاد بلال حيث يقول هو ترب أبي بكر انتهى وعلى هذا فيكون عمره سبعين سنة لأنه ترب أبي بكر وأبو بكر توفي سنة 13 عن 63 سنة وبلال توفي سنة 20 فيكون قد بقي بعد أبي بكر سبع سنين فإذا أضفناها إلى 63 كانت 70 سنة وفي الإصابة قال ابن بكير مات في طاعون عمواس وقال ابن زير مات بداريا وفي المعرفة لابن منده انه دفن بحلب انتهى وفي تاريخ ابن عساكر سكن دمشق ومات بها سنة 20 وقال أبو زرعة قبره بدمشق وقيل بداريا وقال ابن منده توفي بدمشق وقيل بحلب سنة 20 وقيل سنة 18 وقال البخاري مات بالشام وقال عمر بن علي بدمشق وهو ابن بضع وستين سنة وقال يحيى بن بكير مات بدمشق في طاعون عمواس سنة 17 أو 18 انتهى قال ابن عساكر دفن عند الباب الصغير بدمشق وفي رواية انه دفن بمقبرة باب كيسان وفي رواية مات بداريا وحمل على رقاب الرجال ودفن في مقبرة باب كيسان وقال عبد الجبار أدركت جماعة من شيوخهم وذوي الفضل منهم يقولون إن قبر بلال في داريا في مقبرة خولان والظاهر أن الأول أصح انتهى وباب كيسان وباب الصغير واحد وقال ابن عساكر أيضا قال أبو زرعة الدمشقي رأيت أهل العلم ببلدنا يذكرون ان بمقبرة دمشق من الصحابة الكرام بلالا مولى أبي بكر وقال يزيد بن أحمد السلمي دفن في مقبرة الباب الصغير كثير من الصحابة وعد منهم بلالا وقال قال ابن الأكفاني أراني الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكناني قبور الصحابة الذين بظاهر دمشق بباب الصغير إلى أن قال وبلال بن رباح وعلى قبره بلاطة ثم قال وأما بلال فقد اختلف في قبره فقيل إنه بباب الصغير وهو أصح الأقاويل وقيل بباب كيسان وقيل بداريا وقيل إنه بحلب وهو قول ضعيف انتهى ثم روى أن الذي بحلب قبر خالد بن رباح أخي بلال أقول فيكون القائل إن قبر بلال بحلب اشتبه بقبر أخيه والله أعلم.
كنيته قال الشيخ في رجاله كنيته أبو عبد الله ويقال أبو عمرو ويقال أبو عبد الكريم ونحوه في تاريخ ابن عساكر وفي الطبقات الكبير وتاريخ ابن الأثير يكنى أبا عبد الله وفي الاستيعاب يكنى أبا عبد الله وقيل أبا عبد الكريم وقيل أبا عبد الرحمن وقال بعضهم يكنى أبا عمرو انتهى.
صفته في الطبقات عن مكحول حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة نحيفا طوالا أجنا (1) له شعر كثير خفيف العارضين به شمط كثير لا يغير.
مؤاخاته وفي الطبقات الكبير لابن سعد آخى رسول الله ص بين بلال وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب قال وقال أبو عمر الواقدي يقال إنه آخى بين بلال وبين أبي رويحة عبد الله بن عبد الرحمن وليس ذلك يثبت وكان محمد بن إسحاق يثبت ذلك انتهى وفي الاستيعاب آخى رسول الله ص بين بلال وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب وقيل بل آخى بينه وبين أبي رويحة الخثعمي انتهى وفي أسد الغابة آخى بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح ثم روى أنه لما دخل عمر من فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال ان يقره بالشام ففعل فقال وأخي أبو رويحة الذي آخى رسول الله ص بيني وبينه قال وأخوك الحديث. وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق ان أبا رويحة هو خالد بن رباح أخو بلال من النسب ونقل بعض الأخبار الدالة على أن أبا رويحة أخو بلال في الاسلام لا في النسب.
تزويجه في الطبقات بسنده عن الشعبي خطب بلال واخوه إلى أهل بيت من اليمن فقال انا بلال وهذا أخي عبدان من الحبشة كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله ان تنكحونا فالحمد لله وان تمنعونا فالله أكبر.
وفي رواية ان أخاه كان يزعم أنه من العرب فخطب امرأة من العرب فقالوا ان حضر بلال زوجناك فحضر بلال فتشهد وقال انا بلال بن رباح وهذا أخي وهو امرؤ سوء في الخلق والدين فان شئتم ان تزوجوه فزوجوه، وإن شئتم ان تدعوا فدعوا فقالوا من تكون أخاه نزوجه فزوجوه. وان بني أبي البكير جاءوا إلى رسول الله ص فقالوا زوج أختنا فلانا فقال اين أنتم عن بلال ثم جاءوه فقال لهم ذلك ثم جاءوه الثالثة فقال اين أنتم عن بلال اين أنتم عن رجل من أهل الجنة فأنكحوه وفي رواية ان بلالا تزوج امرأة عربية من بني زهرة وفي أسد الغابة في حديث ان بلالا سال عمر ان يقره بالشام هو واخاه أبا رويحة الذي آخى رسول الله ص بينه وبينه ففعل فنزلا دارا في خولان فقالا لهم قد اتيناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله وكنا مملوكين فأعتقنا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله فان تزوجونا فالحمد لله وان تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما الحديث.
أقوال العلماء فيه قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص بلال مولى رسول الله ص شهد بدرا وهو بلال بن رباح انتهى وقال الكشي بلال وصهيب موليان. أبو عبد الله محمد بن إبراهيم حدثني علي بن محمد بن زيد القمي حدثني عبد الله بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال كان بلال عبدا صالحا الحديث وفي بعض النسخ ابن يزيد بدل ابن زيد وفي بعضها ابن بريدة وفي الخلاصة روى الكشي وذكر ما مر وعن حواشي الشهيد الثاني على الخلاصة بلال بن رباح أبو عبد الله شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص مؤذن النبي ص لم يؤذن لأحد بعد النبي فيما روي إلا مرة واحدة في قدمة قدمها المدينة لزيارة قبر النبي ص طلب اليه الصحابة ذلك فاذن لهم ولم يتم الأذان انتهى وفي الفقيه روى أبو بصير عن أحدهما ع أنه قال إن بلالا كان عبدا صالحا فقال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله ص فترك يومئذ حي على خير العمل ثم فيه أيضا انه لما قبض النبي ص امتنع بلال من الأذان وقال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله ص وان فاطمة ع قالت ذات يوم اني أشتهي ان اسمع صوت مؤذن أبي فبلغ ذلك بلالا فاخذ في الاذان فلما قال الله أكبر ذكرت أباها وأيامه فلم تتمالك من البكاء فلما بلغ إلى قوله وأشهد