لا يقال: إن بناء الجمهور على اعتبار استتار القرص عن النظر، وإن كان خلف الجبل - كما يشعر به روايتا سماعة والشحام المتقدمان (1) - فلا يكون القول الثاني من قولي المسألة موافقا لهم.
لأنا نقول: الظاهر - على ما عن صريح المنتهى (2) - أن بناء علمائهم على اعتبار الغيبوبة عن الأفق الحسي، كما عليه أرباب القول الثاني، إلا أن جهالهم وعوامهم يفعلون ذلك لفرط عدم المبالاة.
واعلم أنه حكي هنا قولان آخران:
أحدهما: اعتبار اسوداد أفق السماء من المشرق، وحكي هذا عن ابن أبي عقيل (3)، ولعله لما رواه الشيخ في التهذيب عن محمد بن علي، قال:
" صبحت الرضا عليه السلام في السفر فرأيته يصلي المغرب إذا أقبلت الفحمة من المشرق، يعني: السواد " (4).
وفيه أنه - على فرض المنافاة لما عليه المشهور - لا يقاوم الأدلة المتقدمة المعتضدة بالكثرة والشهرة.
ثم إن ظاهر عبارة ابن أبي عقيل - المحكية سابقا عن المختلف (5) - لا يأبى الحمل على المذهب المشهور، فراجع.
.