فانظر إلى تصريحه بأن أول الوقت سقوط القرص، ثم جعل علامته اسوداد الأفق الشرقي، وتقوية الظلمة في الجو.
نعم، الانصاف: أن المتبادر من غيبوبة الشمس وغروبها وسقوط قرصها هو السقوط عن النظر، المتحقق قبل زوال الحمرة، ولكن هذا الظهور غير مقاوم لما دل صريحا على اعتبار زوال الحمرة، لأن الظاهر يدفع بالنص.
بقي الكلام في الأخبار المصرح فيها بدخول الوقت بسقوط القرص عن النظر فنقول:
أما رواية علي بن الحكم المتقدمة: فهي مرسلة ضعيفة خالية عن الجابر، وكذا رواية سماعة، مضافا إلى أنه عليه السلام لم يزد الجواب على أنه " ليس عليك صعود الجبل " فلعل معناه: أن مناط الغروب هو ذهاب الحمرة، ولا يجب عليك الصعود، وإنما عبر بهذا الكلام لما فيه من إيهام كفاية سقوط القرص عن النظر وإن كان خلف الجبل كما عليه عوام العامة.
[......] (1) من ذلك يجاب عن قوله عليه السلام في رواية زيد الشحام:
" إنما عليك مشرقك ومغربك ". وهذا موجب لثوران الفتنة.
وبالجملة: فلم أجد على هذا المطلب خبرا صحيحا صريحا.
نعم، قد يتوهم دلالة بعض الصحاح على ذلك صريحا بحيث لا يمكن حمل غيبوبة القرص فيه على زوال الحمرة، وهو الذي رواه الشيخ في .