الناس، فلقيت أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك، فقال لي: ولم فعلت ذلك؟! وبئس ما صنعت، إنما تصليا إذا لم ترها خلف الجبل غابت أو غارت ما لم يجللها سحاب أو ظلمة، وإنما عليك مشرقك ومغربك " (1).
والجواب: إما عن الأخبار الدالة على التوقيت بالغروب والسقوط.
فبما أجاب به في المختلف (2) وغيره (3): من أنه لا كلام ولا خلاف في أن أول الوقت غروب الشمس، وإنما الكلام فيما به يتحقق الغروب، وقد فسر في الأخبار المتقدمة بزوال الحمرة، فهي مفسرة لتلك الأخبار المتواترة أو القريبة منه، لا معتبرة لشئ زائد على ما اعتبر فيها.
ومن هنا يظهر أن نسبة القول الثاني إلى من عبر عن أول وقت المغرب بغروب الشمس - كالسيد في الجمل (4) ونحوه - لمجرد هذا التعبير، لا يخلو عن نظر، لاحتمال أن يكون قد عبر بذلك تبعا للأخبار، لكن يقول بعدم تحقق الغروب إلا بزوال الحمرة.
ومما يدلك على هذا: أن ابن أبي عقيل صرح - على ما في المختلف (5) - بأن أول وقت المغرب سقوط القرص، ثم قال: وعلامته أن يسود أفق السماء من المشرق، وذلك إقبال الليل وتقوية الظلمة في الجو.
.