ومعاوية بن عمار (1) المتقدمتين (2)، خرج من ذلك المتعمد القادر، وهذا أقوى.
ولو عجز عن ذلك، ففي وجوب استقبال صدر السفينة قولان: يشهد لأولهما بعض الأخبار (3) الضعاف الخالية عن الجابر، وللثاني خلو النصوص المعتبرة الواردة في مقام البيان، وهو الأقوى، والأول أحوط.
واعلم (4) أن مقتضى أدلة وجوب الصلاة إلى القبلة وجوب تحصيل العلم بها جهة أو عينا (فإن علم بها فعلا) (5)، ويحصل العلم بالمشاهدة أو ما يقوم مقامها وعد منه محراب المعصوم عليه السلام الذي بناه أو بني بحضرته فقرره من دون عذر، أو صلى فيه من دون انحراف، وعد من ذلك محاريب مساجد كثيرة في المدينة والكوفة والبصرة.
لكن لا يخفى أن العلم ببقاء شئ منها علي بنائه السابق والعلم بصلاة المعصوم عليه السلام فيه من دون انحراف مشكل، فإن أولى تلك المساجد في ذلك: مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة ومسجد الأمير عليه السلام بالكوفة.
وقد ذكر المجلسي رحمه الله في البحار ما يدل على تغيرهما بعد تصريحه بانحراف مسجد الكوفة بأزيد من عشرين درجة عما تقتضيه القواعد، وكذا مسجد السهلة ومسجد يونس، قال: (ولما كان أكثر تلك المساجد مبنية في