المسجد، وبناء البيت أوفق بالقواعد من المحراب، وأيضا مخالف لمسجد قبا ومسجد الشجرة وغيرهما من المساجد التي بناها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو صلى فيها.
ولذا خص بعض الأفاضل ممن كان في عصرنا حديث المفضل رحمه الله وأمثاله في التياسر على مسجد المدينة، وقال: لما كانت الجهة وسيعة وكان الأفضل بناء المحراب على وسط الجهات إلا أن يعارضه مصلحة كمسجد المدينة; حيث بني محرابه على خط نصف النهار لسهولة استعلام الأوقات، مع أن وسط الجهات فيه منحرف نحو اليسار [فلذا] (1) حكموا باستحباب التياسر فيه ليحاذي المصلي وسط الجهة المتسعة، وسيأتي مزيد توضيح لتلك المقاصد مع الأخبار والقرائن الدالة عليها في كتاب المزار) (2)، انتهى كلامه رفع في الخلد مقامه.
وربما يمنع من كون محراب المعصوم عليه السلام من الأدلة العلمية - وإن علم بقاؤه علي بنائه وصلاة المعصوم عليه السلام فيه من دون انحراف - بمنع وجوب عمل المعصوم عليه السلام بالعلم في تلك الصلاة، فلعله اكتفى بالجهة العرفية إما لمنع تمكنه في ذلك الوقت من العلم العادي البشري وعدم تكليفه بالعمل بعلومهم المختصة، وإما لمنع وجوب العمل بالمعلم للبعيد مع استقبال ما يصدق عليه الجهة عرفا، أو لعله اكتفى بسبب شرعي يقوم مقام العلم كالبينة ونحوها وإن كان مخالفا للواقع، سيما إذا كان مورد العمل من قبيل الشروط العلمية التي لا يوجب اختلالها فساد العبادة في الواقع، كما قال