سافلا بالقياس إلى الخمار (حيث إنه في الرأس) وكذا على أن الكف زينة لكونه سافلا بالقياس إلى السوار (حيث إنه في الزند)، إذ لا مرية في أن الخمار الواقع في الرأس عال والوجه الواقع تحته سافل، وكذا السوار الواقع في الزند عال والكف الواقع تحته سافل، فإذا حكم بأن ما يكون سافلا لهما زينة يقطع بحرمة إبدائه، فيكون وزان الوجه والكفين وزان سائر الأعضاء.
وأما على الثاني: فيدل بالمفهوم على أن الوجه والكف ليسا بزينة، لأن المراد من " دون الخمار " هو الرأس، لكونه باطنا ومستورا والخمار الواقع فوقه ظاهرا ساترا، وكذا من " دون السوار " هو خصوص الزند، لكونه باطنا ومستورا والخمار الواقع فوقه ظاهرا ساترا، فإذا حكم بأن الرأس زينة يحكم بأن الوجه ليس بزينة أداء لحق المفهوم المستفاد من اللقب الواقع في مقام التحديد وكذا إذا حكم بأن الزند زينة يفهم أن الكف ليس بزينة لذلك التحديد، ولا مجال للتفكيك بين لفظي " دون " بإرادة أحد المعنيين من موضع والآخر من الآخر، لإباء وحدة السياق عنه.
فإن لم يكن لها ظهور في الأول، فلا أقل من التساوي الموجب للاجمال المسقط لهذه الصحيحة عن صلوح الاستدلال مع بقاء الكريمة بحالها.
ولذلك لم يتمسك جل من قال باستثناء الوجه والكفين بهذه الصحيحة.
نعم في الحدائق: قوله عليه السلام " وما دون الخمار " أي ما يستره الخمار من الرأس والرقبة فهو من الزينة، وما خرج عن الخمار من الوجه فليس منها، و دون السوارين يعني من اليدين وهو ما عدا الكفين، وكأن " دون " في قوله " دون الخمار " بمعنى تحت الخمار و " دون السوار " بمعنى تحت السوار، يعني الجهة المقابلة للعلو، فإن الكفين أسفل بالنسبة إلى ما فوق السوارين من اليدين، انتهى.
وفيه: أنه إن أراد اتحاد معنيي لفظة " دون " في ذينك الموردين بإرادة التحت