الآدميين (1).
ولكن الظاهر أن هذه الدعاوي كلها مستندة إما إلى الرواية المروية في المعاقب أو مثلها، وإما إلى ما حكي عن أهل العربية (2) من أن أسماء الأفعال أسماء لألفاظها، لا أنها مرادفات لها فهي اسم للدعاء، والاسم مغاير للمسمى، كما صرح به جماعة من أصحابنا (3)، وعن الكشاف: أنها صوت سمي به: (استجب)، كما أن (حيهل) و (هلم) أصوات سمي بها الأفعال (4)، وعن حاشية الفريد البهبهاني: ان (آمين) اسم للفظ الفعل، بإجماع أهل العربية، بل هو بديهي عندهم (5) والظاهر أن مرادهم: هو أن الكلمة لا ينشأ بها الطلب الذي هو حقيقة الدعاء، إنما هي علم للفظ ينشأ به الطلب، فالفرق بين قول: (آمين) وقول: (استجب) هو: أن الأول يكشف عن قيام حالة بالنفس تقتضي التكلم باستمع، فيتكلم بما هو علم لما لينتقل المخاطب إلى كون الاستجابة مراده، والثاني ينشأ بها الطلب، فكلمة (آمين) مثل