في العربية; بناء على ما حكي (١) من أن المصاحف كانت في الصدر الأول غير معربة ولا منقطة، وأن أبا الأسود الدؤلي أعرب مصحفا واحدا في زمان خلافة معاوية. وقد شهد غير واحد ممن شاهد المصاحف الموجودة في خزانة مشهد الرضا عليه السلام بخط مولانا أمير المؤمنين وأولاده المعصومين صلوات الله عليهم بكونها كذلك.
ويؤيد ذلك: ما ذكر في سبب تدوين النحو، أن رجلا قرأ بمسمع من أمير المؤمنين عليه السلام قوله تعالى: ﴿أن الله برئ من المشركين ورسوله﴾ (2) - بالجر - فأمر عليه السلام أبا الأسود بتدوين النحو ولقنه بعض قواعده (3).
نعم، دعوى كون جميع إعرابها موكولا مفوضا إلى ما يقتضيه قواعد العربية خلاف الظاهر، بل المقطوع; إذ الظاهر أن أكثر الاعرابات والنقط كانت محفوظة في الصدور بالقراءة على مشايخها خلفا عن سلف; لأن اهتمام الصحابة والتابعين بالقرآن أشد من أن يهملوا الاعرابات والنقط المتلقاة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإليه ينظر ما حكي عن بعضهم من أن أئمة القراءة لا يعملون بشئ من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل، وإذا ثبتت الرواية لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة; لأن القراءة سنة متبعة (4) انتهى.
وعن بعضهم: أن المردود في القراءة ما وافق العربية والرسم ولم ينقل،