هذا الحمل جيد لو تكافأ السندان.
أقول: الحق أن الشيخ علي بن بابويه إنما استند في القول المذكور إلى كتاب الفقه الرضوي، الذي قد عرفت في ما تقدم أنه يفتي بعباراته ولكنها في بعض المواضع لغرابة الحكم المذكور فيها، وعدم الاطلاع على ما يساعدها من الأخبار يردها المتأخرون بعدم وجود المستند.
وعبارة الشيخ المشار إليه في رسالته على ما نقله في المختلف هكذا:
وقال علي بن بابويه: وإن كان الصيد يعقوبا أو حجلة أو بلبلة أو عصفورا أو شيئا من الطير، فعليك دم شاة. واليعقوب: الذكر من القبج، والحجلة: الأنثى. انتهى. وهو مضمون عبارة الكتاب المذكور بتغيير لا يضر بالمعنى. وعبارة الكتاب الذي عندي في هذا المكان لا تخلو من نوع غلط وسقط بين، فإن النسخة كثيرة الغلط جدا، إلا أن العبارة مأخوذة منه بلا ريب، كما عرفت في غير موضع من ما تقدم.
وبالجملة فما ذكره العلامة من تقديم العمل برواية صفوان وتخصيص صحيحة ابن سنان بها جيد.
إلا أنه قد روى الشيخ والكليني عن سليمان بن خالد (1) قال:
(سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ما في القمري والدبسي والسماني والعصفور والبلبل. قال: قيمته، فإن أصابه وهو محرم فقيمتان، ليس عليه فيه دم) ورواها في التهذيب (2) بطريق آخر وفيها