بسم الله الرحمن الرحيم (الحمد لله وحده) (وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم) (كتاب بيع الخيار) (بيع الخيار) (قلت) لعبد الرحمن بن القاسم صف لي بيع الخيار في قول مالك (قال) قال مالك بيع الخيار أن يقول الرجل أبيع منك هذا الثوب أو هذه الدار أو هذه الجارية أو هذه الدابة وأنا عليك فيها بالخيار هذا اليوم أو هذه الجمعة أو هذا الشهر (قال) قال مالك أما الثوب فلا بأس به أن يكون فيه اليوم واليومين ما أشبه ذلك وما كان أكثر من ذلك فلا خير فيه والجارية يكون الخيار فيها أبعد من ذلك قليلا الخمسة الأيام والجمعة وما أشبه ذلك فلا بأس فيها بالخيار إلى ذلك ينظر إلى خبرها وهيئتها وعملها والدابة تركب اليوم وما أشبهه (قال) فقلت لمالك وان اشترط أن يسير عليها البريد أو نحو ذلك ينظر إلى سيرها (قال) لا بأس بذلك ما لم يتباعد. والدار أكثر من ذلك قليلا الشهر وما أشبهه وللأشياء وجوه من هذه الوجوه تشترى إليها يعرفها الناس بوجه ما تختبر فيه ويستشار فيها فما كان مما يشترى الناس حاجتهم في الاختيار بحال ما وصفت لك فلا بأس بالخيار في ذلك وما بعد من أجل الخيار فلا خير فيه لأنه غرر لا يدرى ما تصير إليه السلعة إلى ذلك الاجل ولا يدري صاحبها كيف ترجع إليه (قال) وقال مالك والنقد في ذلك فيما بعد من الاجل وما قرب لا يحل بشرط وان كانت دارا فلا بأس بالنقد فيها بينهما إذا كان بيع لخيار على غير النقد إن كان الخيار للبائع أو
(١٧٠)