(في تقديم الكراء) (قلت) أرأيت أن أكريت أرضا من رجل فقبضها منى أيجب لي الكراء حين قبضها أم إذا زرعها أم حين يرفع زرعه منها (قال) ان كأن لأهل البلد سنة في كراء الأرض حملوا غلى ذلك والا نظر فإن كانت الأرض مما يزرع مرة واحدة وقد رويت مثل أرض مصر التي إنما ربيها من النيل وليس تحتاج إلى المطر فإذا قبض الأرض وقد رويت لزمه نقد الكراء وان كانت مثل الأرضين التي تحتاج إلى السقي ولا يتم الزرع الا بالسقي بعد ما يزرع أو من أرض المطر التي لا يتم زرعها الا بالمطر فيما يستقبل بعد ما زرع لم ينقده الكراء الا بعد تمام ذلك (وقال غيره) إذا كانت من أرض السقي وكان السقي مأمونا وجب له كراؤه نقدا (قال ابن القاسم) فإن كانت أرضا تزرع بطونا مثل القصب والبقول وما أشبهه أعطاه كلما سلم بطن منها بقدر ذلك (وقال غيره) يعطيه ما ينوب البطن الأول نقدا (قال ابن القاسم) وإنما خالف كراء الأرض التي تسقى من ماء العيون والآبار والمطر كراء الدور والإبل لان الدور والإبل إذا تشاحوا في النقد ولم يشترطوا ولم يكن لهم سنة يحملون عليها فإنما يعطيه من الكراء بقدر ما سكن في الدار أو سار من الطريق على الإبل لأنه لو انهدمت الدار أو ماتت الإبل كان المتكارى قد أخذ بعض كرائه فان الأرض التي تسقي ان انقطع ماؤها واحتبست عنها السماء فهلك زرع المتكارى لم يكن قابضا لشئ مما اكترى من الأرض ولم يكن عليه شئ من الكراء فمن ها هنا ليس لرب الأرض أن يأخذ من المتكارى كراء حتى يتم بطن فيأخذ منه من الكراء بحال ما وصفت لك وهذا في غير العيون المأمونة لأنه لو نقده الكراء ثم فحطت أرضه من الماء اتبعه بما دفعه إليه ولعله لا يجد عنده شيئا فكذلك الإبل والدور إنما منع من النقد رب الإبل والدور ما لم يسكن المتكارى أو يركب لأنه لم يقبض ذلك كله وإنما يكون قابضا لما سكن أو سار لأنه لو نقده ثم مات البعير أو انهدمت الدار صار يطلبه به دينا
(٥٤١)