بسم الله الرحمن الرحيم (الحمد لله وحده) (وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم) (كتاب التدليس) (في العبد يشترى ويدلس فيه بعيب ويحدث فيه عيب آخر) (حدثنا) زيادة الله بن أحمد قال حدثنا يزيد وسليمان قالا حدثنا سحنون قال قلت لابن القاسم أرأيت لو أنى اشتريت عبدا بدنانير فأصابه عندي عيب ثم ظهرت على عيب دلسه لي البائع أترى لي أن أرده في قول مالك بن أنس (قال) نعم إلا أن يكون العيب الذي أصابه عندك مفسدا مثل القطع والعور والشلل والعمى وشبه ذلك فإن كان العيب الذي أصابه عيبا مثل هذه العيوب كنت مخيرا في أن ترد العبد وتغرم بقدر ما أصاب العبد عندك من العيب وإن شئت احتبست العبد وأخذت من البائع ما بين الصحة والداء إلا أن يقول البائع أنا أقبله بالعيب الذي أصابه عندك وأرد الثمن كله فيكون ذلك له (قلت) ولم كان هذا هكذا إذا أصابه عند المشترى عيب مفسد لم يكن للبائع أن يأخذه ويرجع على المشترى بقدر ما أصابه عنده من العيب (قال) لان العيب إذا كان مفسدا فأصابه ذلك عند المشترى فهو فوات فليس للبائع أن يقول أنا آخذه وأرجع بقيمة العيب الذي أصابه عند المشترى لأنه قد فات (قلت) ولم لا يكون على المشترى إذا رد العبد بعيب ظهر عليه وقد أصابه عنده عيب غير مفسد قيمة هذا العيب الذي أصابه عنده وإن كان غير مفسد (قال) لأنها ليست من العيوب التي هي تلف للعبد التي تنقصه نقصانا كثيرا وهذا
(٣٠٠)