يومين مضمون عليه يوفيه إياه فقال لا خير فيه الا إلى أجل أبعد من هذا (قال) فقلت لمالك فالحيوان والثياب (قال) هو بمنزلة لا خير فيه الا إلى أجل (قال) ولم يقل لي مالك بدنانير ولا بعبد ولا بثياب ولا بشئ وهذا كله عندي واحد بما ابتاعه به من عبد أو دراهم أو ثياب فهو سواء ولا يجوز أن يبع ما ليس عنده إلا أن يكون على وجه السلف مضمونا إلى أجل معلوم تختلف في ذلك الا سواق وترتفع وتنخفض (قال) ولقد صمعت بعض أهل العلم وهو الليث بن سعد يذكر عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن رجل سلف رجلا في طعام مضمون إلى يوم أو يومين أو ما أشبهه (قال سعيد) لا الا إلى أجل ترتفع فيه الأسواق وتنخفض (قلت) ما هذا الذي ترتفع فيه الأسواق وتنخفض (قال) ما حد لنا فيه حدا وانى لأرى الخمسة عشر والعشرين (قال) فإذا باع ما ليس عنده بدنانير أو بعرض فهو عندي سواء (قلت) أرأيت أن اشتريت من رجل مائة أردب بمائة دينار فدفعت إليه الدنانير ولم نر طعاما بعينه (قال) قال مالك كل من اشترى طعاما أو غير ذلك إذا لم يكن بعينه فنقد رأس المال أو لم ينقد فلا خير فيه طعاما كان ذلك أو سلعة من السلع إذا لم تكن بعينها إذا كان أجل ذلك قريبا يوما أو يومين أو ثلاثة أيام فلا خير فيه إذا كانت عليه مضمونة لان هذا الاجل ليس من آجال السلم ورآه مالك من المخاطرة (قال) وليس هذا من آجال البيوع إلا أن يكون ذلك إلى أجل تختلف فيه الأسواق وترتفع فإن كان سلعة بعينها وكان موضعها قريبا اليوم واليومين ونحو ذلك طعاما كان أو غيره فلا بأس بالنقد فيه وان تباعد ذلك فلا خير فيه في أن ينقده (في السلم إليه يصيب برأس المال عيبا أو يتلف قبل أن يقبضه البائع) (قلت) أرأيت أن أسلمت إلى رجل دراهم في حنطة فأصابها زيوفا أينتقض السلم فيهما بيننا أم لا (قال) لا أرى أن ينتقض السلم ويبدلها (قلت) أرأيت أن أسلمت إلى رجل ثوبا في عشرة أرادب حنطة إلى أجل فأحرق رجل الثوب في يدي قبل أن يقبضه المسلم إليه (قال) إن كان إنما تركه وديعة في يديه بعد ما دفعه إليه فأرى له
(٣٠)