السنة لمن تكون الأرض بقية السنة (قال) لم أسمع من مالك فيه شيئا ولكن هذا عندي مختلف الأرض إذا كانت علي السقي التي تكترى على الشهور والسنين التي يعمل فيها الشتاء والصيف فهي للمتكارى حتى تتم السنة وإذا كانت أرض المطر أو ما أشبهها مما هي للزرع خاصة إنما محمل ذلك عند الناس إنما منتهى سنته رفع زرعه منها فعلى هذا يحمل ويعمل فيه (قلت) أرأيت هذا الذي تكارى الأرض من أرض السقي سنة فمضت السنة وفيها زرعه أخضر لم يبد صلاحه فقال له رب الأرض اقلع زرعك عنى أو كان فيها بقل فقال له رب الأرض اقلع بقلك عنى (قال) قال مالك لا يقلع ولكن يترك زرعه وبقله حتى يتم ويكون لرب الأرض مثل كراء أرضه (قلت) على حساب ما أكراه أم كراء مثلها في المستقبل (قال) قال مالك له كراء مثلها لا علي حساب ما كان أكراها منه (وقال غيره) لم يكن للمتكارى إذا لم يبق له من شهوره ما يتم له زرعه أن يزرع فإذا زرع فقد تعدى فيما بقي من زرعه بعد تمام أجله فعليه كراء مثل الأرض فيما زاد إلا أن يكون ذلك أقل مما يكون عليه علي حساب ما كان أكراها منه فيكون عليه الأكثر لأنه رضى إذ علمها على حساب ما كان اكتراها وليس في يديه ذلك من ربها فيبلغ لربها الأكثر من ذلك (في التعدي في الأرض إذا اكتراها ليزرعها) (شعيرا فزرعها حنطة) (قلت) أرأيت أن استأجرت أرضا لأزرعها شعيرا فزرعتها حنطة (قال) ما سمعت من مالك فيه شيئا ولكن ان كانت الحنطة أضر بالأرض فليس له ذلك لان صاحبها يريد أن يحميها (قلت) فان أردت أن أزرعها غير الشعير وإنما تكاريتها للشعير والذي أريد أن أزرعها مضرته ومضرة الشعير سواء هل يجوز ذلك (قال) نعم ذلك جائز إذا كان الذي يزرعه فيها مضرته بالأرض مثل مضرة الشعير أو أقل فليس لرب الأرض أن يمنعه من ذلك
(٥٣٨)