مما يبلغ معرفته عند الناس أن يكون مثلا بمثل لان هذا جاف وهذا نئ وقد كان مالك فيما ذكر عنه بعض الناس أنه أجازه في أول زمانه ثم رجع عنه وأقام على الكراهية فيه غير مرة ولا عام (قلت) فهل يجوز اللحم الممقور (1) باللحم النيئ في قول مالك مثلا بمثل أو متفاضلا (قال) قال مالك لا يصلح اللحم النيئ باللحم الممقور متفاضلا ولا مثلا بمثل ولا يتحرى (قلت) وكذلك السمك الطري بالسمك المالح لا يصلح مثلا بمثل ولا متفاضلا في قول مالك (قال) نعم ولا يتحرى (قلت) وهكذا القديد باللحم النيئ (قال) نعم لا يصلح ذلك مثلا بمثل في قول مالك ولا متفاضلا ولا يتحرى (قلت) فالنمكسوذ بالنيئ أيجوز في قول مالك (قال) قال لي مالك لا يجوز المالح بالنيئ متفاضلا ولا مثلا بمثل والنمكسوذ عندي إنما هو لحم مالح فلا يجوز على حال (قلت) فما قول مالك في اللحم المشوي باللحم النيئ (قال) قال مالك لا يعجبني واحدا بواحد ولا بينهما تفاضل (قال) وهذا أيضا مما رجع عنه وأقام على الكراهية فيه مثل القديد وهو أحب قوله إلى (قال) وقال مالك ولا يتحرى (قلت) لم لا يجيز مالك اللحم النيئ بالمشوي واحدا بواحد ولا بينهما تفاضل (قال) لان المشوي عنده بمنزلة القديد إنما جففته النار عنده كما جففت الشمس القديد (قلت) فما قول مالك في القديد بالمطبوخ (قال) لم أسمع من مالك فيه شيئا والقديد أيضا إن كان إنما جففته الشمس بلا تابل ولا صنعة صنعت فيه فلا بأس به واحدا باثنين من المطبوخ (قلت) فالقديد بالمشوي (قال) لا خير فيه وان تحرى لان يابس الشوى هو رطب لا يكون كيابس القديد (قلت) فما قول مالك في المشوي المطبوخ (قال) لم أسمع من مالك فيه شيئا إلا أنى أرى أن كل شواء لم يدخله صنعة مثل ما يعمل أهل مصر في مقاليهم التي يجعلون فيها التابل والخل والزيت وما أشبه هذا حتى ربما كان لها المرقة ويكون شبيها بالمطبوخ
(١١١)