____________________
نصاب القطع، وآخرون مائتي درهم، وأكثرهم على ما ذكرناه.
الثانية: لو قال: له مال كثير " قال الشيخ (١) - رحمه الله -: يلزمه ثمانون بناء على الرواية التي تضمنت أن من نذر الصدقة بمال كثير يلزمه الصدقة بثمانين (٢) درهما، واستشهد عليه بقوله تعالى ﴿لقد نصركم الله في مواطن كثيرة﴾ (٣) فإنها عدت فوجدت ثمانين موطنا.
وعداها الشيخ (٤) - رحمه الله - إلى الوصية وإلى الاقرار، نظرا إلى أن ذلك تقدير شرعي للكثير. وهو ضعيف، لأن ذلك على خلاف الأصل فيقتصر فيه على تقدير التزامه على مورده، مع أن الرواية مرسلة. وكون المواطن التي نصر فيها ثمانين - على تقدير تسليم ذلك العدد - لا يدل على انحصار الكثير فيها، لأن ذلك ليس بحد للكثير أو لأقله، بل فيه وصف ذلك بالكثرة وهو لا يمنع من وقوع اسمها على ما دون ذلك العدد، وقد قال تعالى: ﴿كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة﴾ (٥) وليس المراد منها ما ذكره، وكذا قوله تعالى: ﴿اذكروا الله ذكرا كثيرا﴾ (6) وأمثاله في القرآن كثير.
ولقد أغرب ابن الجنيد (7) حيث جعل العظيم كالكثير في إفادة العدد
الثانية: لو قال: له مال كثير " قال الشيخ (١) - رحمه الله -: يلزمه ثمانون بناء على الرواية التي تضمنت أن من نذر الصدقة بمال كثير يلزمه الصدقة بثمانين (٢) درهما، واستشهد عليه بقوله تعالى ﴿لقد نصركم الله في مواطن كثيرة﴾ (٣) فإنها عدت فوجدت ثمانين موطنا.
وعداها الشيخ (٤) - رحمه الله - إلى الوصية وإلى الاقرار، نظرا إلى أن ذلك تقدير شرعي للكثير. وهو ضعيف، لأن ذلك على خلاف الأصل فيقتصر فيه على تقدير التزامه على مورده، مع أن الرواية مرسلة. وكون المواطن التي نصر فيها ثمانين - على تقدير تسليم ذلك العدد - لا يدل على انحصار الكثير فيها، لأن ذلك ليس بحد للكثير أو لأقله، بل فيه وصف ذلك بالكثرة وهو لا يمنع من وقوع اسمها على ما دون ذلك العدد، وقد قال تعالى: ﴿كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة﴾ (٥) وليس المراد منها ما ذكره، وكذا قوله تعالى: ﴿اذكروا الله ذكرا كثيرا﴾ (6) وأمثاله في القرآن كثير.
ولقد أغرب ابن الجنيد (7) حيث جعل العظيم كالكثير في إفادة العدد