(مسألة) (قال ويدعو ويدعون ويكثرون في دعائهم الاستغفار) وجملته أن الإمام إذا صعد المنبر جلس وأن شاء لم يجلس لأن الجلوس لم ينقل ولا هاهنا أذان ليجلس في وقته ثم يخطب خطبة واحدة يفتتحها بالكبير وبهذا قال عبد الرحمن بن مهدي وقال مالك والشافعي يخطب خطبتين كخطبتي العيدين لقول ابن عباس صنع النبي صلى الله عليه وسلم كما صنع في العيد ولأنها أشبهتها في التكبير وفي صفة الصلاة فتشبهها في الخطبتين ولنا قول ابن عباس لم يخطب كخطبتكم هذه ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والكبير. وهذا يدل على أنه ما فصل بين ذلك بسكوت ولا جلوس ولان كل من نقل الخطبة لم ينقل خطبتين ولان المقصود إنما هو دعاء لله تعالى ليغيثهم ولا أثر لكونها خطبتين في ذلك، والصحيح من حديث ابن عباس أنه قال صلى ركعتين كما كان يصلي في العيد ولو كان النقل كما ذكروه فهو محمول على الصلاة بدليل أول الحديث ويستحب أن يستفتح الخطبة بالتكبير كخطبة العيد ويكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويقرأ كثيرا (استغفروا ربكم انه كان غفارا) وسائر الآيات التي فيها الامر به فإن الله تعالى وعدهم بارسال الغيث إذا استغفروه.
وروي عن عمر رضي الله عنه أنه خرج يستسقي فلم يزد على الاستغفار، وقال لقد استسقيت بمجاديح السماء. وعن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى ميمون بن مهران يقول: قد كتبت إلى البلدان