ليس لي قائد يقودني (أتسمع النداء؟ قال نعم. قال فأجب) ولان من سمع النداء داخل في عموم قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) وروي عن ابن عمرو أبي هريرة وأنس والحسن ونافع وعكرمة والحكم وعطاء والأوزاعي انهم قالوا الجمعة على من آواه الليل إلى أهله لما روى أبو هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم (قال الجمعة على من آواه الليل إلى أهله) وقال أصحاب الرأي لا جمعة على من كان خارج المصر لأن عثمان رضي الله عنه صلى العيد في يوم جمعة ثم قال لأهل العوالي من أراد منكم أن ينصرف فلينصرف، ومن أراد أن يقيم حتى يصلي الجمعة فليقم، ولأنهم خارج المصر فأشبه أهل الحلل ولنا قول الله تعالى (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) وهذا يتناول غير أهل المصر إذا سمعوا النداء وحديث عبد الله بن عمرو، ولان غير أهل المصر يسمعون النداء وهم من أهل الجمعة فلزمهم السعي إليها كأهل المصر وحديث أبي هريرة غير صحيح يرويه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف، قال أحمد بن الحسن ذكرت هذا الحديث لأحمد بن حنبل فغضب وقال استغفر ربك استغفر ربك، وإنما فعل أحمد هذا لأنه لم ير الحديث شيئا لحال اسناده قال ذلك الترمذي. وأما ترخيص عثمان لأهل العوالي فلانه إذا اجتمع عيدان اجتزئ بالعيد وسقطت الجمعة عمن حضره على ما قررناه فيما مضى. وأما اعتبار أهل القرى بأهل الحلل فلا يصح لأن أهل الحلل غير مستوطنين
(٢١٥)