آصع. وقالت عائشة: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء هوا الفرق هو المشهور فينصرف الاطلاق إليه. والفرق هو مكيان ضخم لا يصح حمله لوجوه (أحدها) أنه غير مشهور في كلامهم فلا يحمل عليه المطلق من كلامهم. قال ثعلب: قل فرق ولا تقل فرق. قال خداش بن زهير: يأخذون الأرش في اخوتهم فرق السمن وشاة في الغنم (الثاني) أن عمر قال: من كل عشرة أفراق فرق، والافراق جمع فرق بفتح الراء وجمع الراء وجمع فرق باسكان الراء فروق، وفي القلة أفرق لأن ما كان على وزن فعل ساكن العين غير معتل فجمعه في القلة أفعل، وفي الكثيرة فعال أو فعول (والثالث) أن الفرق الذي هو مكيال ضخم من مكاييل أهل العراق لا يحمل عليه كلام عمر رضي الله عنه، وإنما يحمل كلام عمر رضي الله عنه على مكاييل أهل الحجاز لأنه بها ومن أهلها، ويؤكد ما ذكرنا تفسير الزهري له في نصاب العسل بما قلناه، والإمام أحمد ذكره في معرض الاحتياج به فيدل على أنه ذهب إليه والله أعلم (مسألة) قال (والأرض أرضان أرض صلح وعنوة) وجملته أن الأرض قسمان: صلح وعنوة. فأما الصلح فهو كل أرض صالح أهلها عليه لتكون لهم ويؤدون خراجا معلوما فهذه الأرض ملك لأربابها، وهذا الخراج في حكم الجزية متى أسلموا سقط عنهم ولهم بيعها وهبتها ورهنها لأنها ملك لهم، وكذلك إن صالحوا على أداء شئ غير موظف على الأرض، وكذلك كل أرض أسلم عليها أهلها كأرض المدينة وشبهها فهذه ملك لأربابها لاخراج عليها ولهم التصرف فيها كيف شاؤوا، وأما الثاني وهو ما فتح عنوة فهي ما أجلي عنها بالسيف ولم تقسم بين الغانمين
(٥٧٩)