فرجعت إلى ابن مسعود فسألته عن ذلك فأمرني بأكلها. والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم (ان الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله ينبغي بذلك وجه الله) وعن أبي ذر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة) وعن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من عمل) وعن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة) متفق على هذه الأحاديث كلها ومثلها كثير. وعن عبادة بن الصامت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (خمس صلوات كتبهن الله على العبد في اليوم والليلة فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وان شاء أدخله الجنة) ولو كان كافرا لم يدخله في المشيئة وقال الخلال في جامعه: ثنا يحيى ثنا عبد الوهاب ثنا هشام ابن حسان عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي شميلة ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى قباء فاستقبله رهط من الأنصار يحملون جنازة على باب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟ قالوا مملوك لآن فلان كان من أمره. قال (أكان يشهد أن لا إله إلا الله) قالوا نعم. ولكنه كان وكان.
فقال (أما كان يصلي) فقالوا قد كان يصلي ويدع. فقال لهم (ارجعوا به فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه وادفنوه، والذي نفسي بيده لقد كادت الملائكة تحول بيني وبينه) وروي باسناده عن عطاء عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلوا على من قال لا إله إلا الله) ولان ذلك إجماع المسلمين فإننا لا نعلم في عصر من الاعصار أحدا من تاركي الصلاة ترك تغسيله والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين ولا منع ورثته ميراثه ولا منع هو ميراث مورثه، ولا فرق بين زوجين لترك الصلاة مع أحدهما لكثرة تاركي الصلاة، ولو كان كافرا لثبتت هذه الأحكام كلها ولا نعلم بين المسلمين خلافا في أن تارك يجب عليه قضاؤها، ولو كان مرتدا لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام.
وأما الأحاديث المتقدمة فهي على سبيل التغليظ والتشبيه له بالكفار لا على الحقيقة كقوله عليه السلام (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) وقوله (كفر بالله تبرؤ من نسب وان دق) وقوله (من