البيع من أجلها والمراد بالسعي ها هنا الذهاب إليها لا الاسراع فإن السعي في كتاب الله لم يرد به العدو قال الله تعالى (وأما من جاءك يسعى) وقال (وسعى لها سعيها) وقال (سعى في الأرض ليفسد فيها) وقال (ويسعون في الأرض فسادا) وأشباه هذا لم يرد بشئ من العدو، وقد روى عن عمر أنه كان يقرأها (فامضوا إلى ذكر الله) وأما السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين) متفق عليه.
وعن أبي الجعد الضمري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال (من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قبله) وقال عليه السلام (الجمعة حق واجب على كل مسلم الا أربعة عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض) رواهما أبو داود وعن جابر قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (واعلموا أن الله تعالى قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومي هذا في شهري هذا من عامي هذا فمن تركها في حياتي أو بعد مماتي وله إمام عادل أو جائر استخفافا بها وجحودا لها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره إلا ولا صلاة له إلا ولا زكاة له إلا ولا حج له إلا ولا صوم له ولا بر له حتى يتوب فإن تاب تاب الله عليه) رواه ابن ماجة وأجمع المسلمون على وجوب الجمعة.
(مسألة) قال (وإذا زالت الشمس يوم الجمعة صعد الإمام على المنبر) المستحب إقامة الجمعة بعد الزوال لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك قال مسلمة ابن الأكوع كنا نجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتبع الفيئ متفق عليه وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس أخرجه البخاري ولان في ذلك خروجا ومن الخلاف فإن علماء الأمة اتفقوا على أن ما بعد الزوال وقت للجمعة وإنما الخلاف فيما قبله ولا فرق في استحباب اقامتها عقيب الزوال بين شدة الحر وبين غيره فإن الجمعة يجتمع لها الناس