أن يخرجوا إلى الاستسقاء إلى موضع كذا وكذا وأمرتهم بالصدقة والصلاة قال الله تعالى (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) وأمرتهم أن يقولوا كما قال أبوهم آدم (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ويقولوا كما قال نوح (وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين) ويقولوا كما قال يونس (فنادى في الظلمات أن لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ويقولوا كما قال موسى (رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم) ولان المعاصي سبب انقطاع الغيث والاستغفار والتوبة تمحو المعاصي المانعة من الغيث فيأتي الله به. ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو بدعائه، فروى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا عير ضار عاجلا غير آجل) رواه أبو داود قال الخطابي مريعا يروي على وجهين بالياء والياء فمن رواه بالياء جعله من المراعه يقال امرع المكان إذا أخصب، ومن رواه مربعا كان معناه منبتا للربيع. وعن عائشة قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فامر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدأ حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله ثم قال (إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن ابان زمانة عنكم وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) لا إله إلا هو يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا
(٢٩٢)