والذي يظهر لي، أن كلمات القوم من زمن شيخ الطائفة (قدس سره)، إلى زمان الشهيد الثاني (قدس سره)، ظاهرة في الاحتمال الأخير، ثم تغيرت العبارات.
ولعل منشأه تفسير الشهيد الثاني (قدس سره) «التغابن» ب «التسامح» (1) مع عدم شاهد في اللغة والعرف عليه; فإن «التغابن» في اللغة بمعنى غبن بعض بعضا، يقال: «تغابن القوم» أي غبن بعضهم بعضا، كما في «الصحاح» (2) و «القاموس» (3) و «المنجد» (4).
ويمكن الاستدلال عليه، أما على ما سلكناه (5); فبعدم بناء العقلاء على الخيار في مثله، وهو واضح.
وأما على التمسك بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا ضرر...» (6) فلأنه منصرف عما هو جار في السوق، وكانت سنته مبنية عليه.
وتوهم: أنه لا وجه ولا منشأ للانصراف (7) واضح الدفع; فإن منشأه عدم