نستجير بحبل جوارك له إنك ذو وفاء وذمة، اللهم وقه من فتنة القبر ومن عذاب جهنم. اللهم إن كان محسنا فجازه باحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه. اللهم قد نزل بك وأنت خير منزول به فقيرا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه. اللهم ثبت عند المسألة منطقه ولا تبتله في قبره. اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده) (فصل) وقوله لا نعلم إلا خيرا إنما يقوله لمن لم يعلم منه شرا لئلا يكون كاذبا، وقد روى القاضي حديثا عن عبد الله بن الحارث عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم الصلاة على الميت (اللهم اغفر لاحيائنا وأمواتنا وصغيرنا وكبيرنا وشاهدنا وغائبنا. اللهم ان عبدك وابن عبدك نزل بفنائك فاغفر له وارحمه ولا نعلم إلا خيرا) فقلت وأنا أصغر الجماعة يا رسول الله وان لم أعلم خيرا قال (لا تقل الا ما تعلم) وإنما شرع هذا للخبر ولان النبي صلى الله عليه وسلم لما أثني عنده على جنازة بخير قال وجبت، وأثنى على أخرى بشر فقال وجبت ثم قال (إن بعضكم على بعض شهيد) رواه أبو داود متفق عليه. وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما من عبد مسلم يموت يشهد له اثنان من جيرانه الادنين بخير الا قال الله تعالى قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم) رواه الإمام أحمد في المسند. وفي لفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما من مسلم يموت فيقوم رجلان من جيرانه الادنين فيقولان اللهم لا نعلم إلا خيرا الا قال الله تعالى قد قبلت شهادتهما لعبدي وغفرت له ما لا يعلمان) أخرجه اللالكائي (فصل) وإن كان الميت طفلا جعل مكان الاستغفار له: اللهم اجعله فرطا لوالديه وذخرا وسلفا وأجرا، اللهم ثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما. اللهم اجعله في كفالة إبراهيم، وألحقه بصالح سلف المؤمنين، وأجره برحمتك من عذاب الجحيم، وابدله دارا خيرا من داره، وأملا خيرا من أهله، اللهم اغفر لاسلافنا وافراطنا ومن سبقنا بالايمان. ونحو ذلك وبأي شئ دعا مما ذكرنا أو نحوه أجزأه وليس فيه شئ موقت.
(مسألة) قال (ويكبر الرابعة ويقف قليلا) ظاهر كلام الخرقي انه لا يدعو بعد الرابعة شيئا ونقله عن أحمد جماعة من أصحابه وقال لا أعلم فيه شيئا لأنه لو كان فيه دعاء مشروع لنقل، وروي عن أحمد انه يدعو ثم يسلم لأنه قيام في صلاة فكان فيه ذكر مشروع كالذي قبل التكبيرة الرابعة. قال ابن أبي موسى وأبو الخطاب يقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وقيل يقول: اللهم لا تحرمنا أجره، ولا