(مسألة) قال (ولاستحباب أن لا يغسل تحت السماء ولا يحضره الا من يعين في أمره ما دام يغسل) وجملة أن المستحب أن يغسل في بيت وكان ابن سيرين يستحب أن يكون البيت الذي يغسل فيه مظلما ذكره أحمد فإن لم يكن جعل بينه وبين السماء سترا قال ابن المنذر كان النخعي يجب أن يغسل وبينه وبين السماء ستره وروى أبو داود باسناده قال أوصى الضحاك أخاه سالما قال إذا غسلتني فاجعل حولي سترا واجعل بيني وبين السماء سترا، وذكر القاضي أن عائشة قالت أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته فجعلنا بينهما وبين السقف سترا، قال وإنما استحب ذلك خشية أن يستقبل السماء بعورته وإنما كره أن يحضره من لا يعين في أمره لأنه يكره النظر إلى الميت إلا لحاجة، ويستحب للحاضرين غض أبصارهم عنه إلا من حاجة وسبب ذلك أنه ربما كان بالميت عيب يكتمه، ويكره أن يطلع عليه بعد موته وربما حدث منه أمر يكره الحي أن يطلع منه على مثله وربما ظهره فيه شئ هو في الظاهر منكر فيحدث به فيكون فضيحة له، وربما بدت عورته فشاهدها ولهذا أحببنا أن يكون الغاسل ثقة أمينا صالحا ليستر ما يطلع عليه، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (قال ليغسل موتاكم المأمونون) رواه ابن ماجة
(٣١٧)