رجل من القوم نعم. قال اقرأ ورتل وانصتوا، فقرأ ورتل واسمع القوم، فلما بلغ (فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ واليه ترجعون) خرجت نفسه. قال أسد بن وداعة فمن حضره منكم الموت فشدد عليه الموت فليقرأ عنده سورة (يس) فإنه يخفف عنه الموت (مسألة) قال أبو القاسم (وإذا تيقن الموت وجه إلى القبلة وغمضت عيناه وشد لحياه لئلا يسترخي فكه وجعل على بطنه مرآة أو غيرها لئلا يعلو بطنه) قوله إذ تيقن الموت يحتمل انه أراد حضور الموت لأن التوجيه إلى القبلة يستحب تقديمه على الموت، واستحبه عطاء والنخعي ومالك وأهل المدينة والأوزاعي وأهل الشام واسحق، وأنكره سعيد بن المسيب فإنهم لما أرادوا أن يحولوه إلى القبلة قال ما لكم؟ قالوا نحولك إلى القبلة. قال ألم أكن على القبلة إلى يومي هذا؟ والأول أولى لأن حذيفة قال وجهوني ولان فعلهم ذلك بسعيد دليل على أنه كان مشهورا بينهم يفعله المسلمون كلهم بموتاهم، ولان خير المجالس ما استقبل به القبلة.
ويحتمل ان الخرقي أراد تيقن وجود الموت لأن سائر ما ذكر إنما يفعل بعد الموت وهو تغميض الميت فإنه يسن عقيب الموت لما روي عن أم سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال (ان الروح إذا قبض تبعه البصر) فضج الناس من أهله فقال:
(لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون) ثم قال (اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين المقربين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين،