يستحب للعاطس رد التسميت بان يقول للمسمت يغفر الله لك ولنا كما في خبر محمد بن مسلم المتقدم أو يغفر الله لكم يرحمكم كما في الصحيح أو الحسن عن سعد بن خلف قال كان أبو جعفر (ع) إذا عطس فيقول له يرحمك قال يغفر الله لكم ويرحمكم وفي حديث الأربعمأة المروي عن كتاب الخصال قال إذا عطس أحدكم فسمتوه قولوا يرحمكم الله و هو يقول يغفر الله لكم ويرحمكم الله قال الله عز وجل وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها واختار صاحب الحدائق القول بوجوب الرد اخذا بظاهر هذا الخبر فكان استظهار والوجوب منه باعتبار ادراجه في التحية الواجب ردها بظاهر الآية والا فليس لقوله عليه السلام وهو يقول يغفر الله لكم في حد ذاته ظهور في ذلك حيث إن المنساق إلى الذهن كونه مسوقا لبيان ما هو وظيفته في مقام التأدب بالآداب الشرعية ويظهر من المسالك أيضا اختياره بدعوى اندراجه في موضوع التحية عرفا وهو ضعيف لما سنعرف في المسألة الآتية ان التحية التي يجب ردها هي خصوص السلام وان اطلاق اسم التحية على مثل التسميت كاطلاقه على الهدية ونحوها تجوز * (المسألة الثانية) * إذا سلم عليه وهو في الصلاة يجوز ان يرد عليه مثل قوله سلام عليكم ولا يقول وعليكم السلام على رواية اما التسليم على المصلي فلا خلاف في جوازه كما صرح به في الحدائق ويدل عليه مضافا إلى الأصل واشعار المستفيضة الآتية الامرة برد السلام في الصلاة به بل دلالة بعضها عليه من باب التقرير خصوص ما رواه الشهيد في الذكرى قال روي البزنطي عن الباقر عليه السلام قال إذا دخلت المسجد والناس يصلون فسلم عليهم وإذا سلم عليك فاردد فانى افعله وان عمار بن ياسر مر على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يصلي فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فرد عليه ولكن ربما يظهر من بعض الأخبار كراهته مثل خبر مسعدة بن صدقة المروي عن كتاب الخاص عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال لا تسلموا على اليهود والنصارى إلى أن قال ولا على المصلى الان المصلي لا يستطيع ان يرد السلام لأن التسليم من المسلم تطوع والرد فريضة ولا على اكل الربا ولا على رجل جالس على غائط ولا على الذي في الحمام وخبر الحسين بن علوان المروي عن كتاب قرب الإسناد عن محمد (ع) قال كنت اسمع أبي يقول إذا دخلت المسجد الحرام والقوم يصلون فلا تسلم عليهم و سلم على النبي صلى الله عليه وآله ثم اقبل على صلاتك وإذا دخلت على قوم جلوس يتحدثون فسلم عليهم وما في الخبر الأولى من تعليل النهي بعدم استطاعته على رد الجواب لعله أريد عدم سهولته عليه لما فيه من تشويش البال والا فستعرف ان الاشتغال بالصلاة ليس مانعا عن رد الجواب ويحتمل قويا إرادة في لاستطاعة حقيقة في تلك الاعصار غالبا لمخالفته للتقية حيث حكى القول بالمنع عن رد الجواب في الصلاة عن العامة ولعله لذا أخص المنع في الخبر الأخير بالسلام على القوم الذين يصلون في المسجد الحرام لا مطلق المصلى وكيف كان فلا شبهة في الجواز وان كان الأولى تركه جمودا على ما يترائى من هذا الخبرين مع ما فيه من اشتغال قلب المصلى عما هو عليه من التوجه والاقبال واما جواز رده للمصلي فهو اجمالا مالا شبهة فيه والنصوص الدالة عليه مستفيضة كما ستعرف ولكن ينبغي ان نتكلم أولا في حكم رد السلام من حيث هو فنقول اما رد السلام فهو في حد ذاته واجب شرعا بلا خلاف فيه على الظاهر والأصل فيه قبل الأخبار التي منها خبر الخصال المتقدم الآية الشريفة وهي قوله تعالى " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " والتحية عرفا ولغة على ما صرح به غير واحد من العلماء واللغويين هي خصوص السلام ففي القاموس التحية السلام وعن مجمع البيان التحية السلام يقال حتى تحية إذا سلم وعن كتاب المصباح المنير وحياه تحية أصله الدعاء ومنه التحيات لله اي البقاء وقيل الملك ثم كثر حتى استعمل في مطلق الدعا ثم استعمله الشرع في دعاء مخصوص وهو سلام عليكم وفي المدارك قال والتحية لغة السلام على ما نص عليه أهل اللغة ودل عليه أهل اللغة ودل عليه أهل العرف وربما يظهر من غير واحد منهم انها ليست اسما لخصوص السلام بل للأعم منه وما هو بمنزلته عرفا فعن المغرب قال حياه بمعنى أحياه بمعنى أحياه تحية كبقاه بمعنى أبقاه بتقية هذا أصلها ثم سمى ما جئ به من سلام ونحوه تحية قال الله تعالى تحيتهم يوم يلقونه سلام وحقيقة حييت فلانا قلت حياك الله اي عمرك الله انتهى إلى غير ذلك من كلماتهم التي سيأتي الإشارة إليها فالظاهر أن التحية عرفا ولغة اسم للنوع الخاص من التواضع الذي يستعمله أهل العرف عند ملاقاة بعضهم لبعض فهي في الجاهلية كانت أنعم صباحا وقد أبدله الله في الاسلام بما هو خير منه وفي عرف أهل الإفرنج وغيرهم من أهل الملل الخارجية الغير المتأدبين بالآداب الشرعية من الفعل أو القول القائم مقام السلام في عرفنا فتفسير التحية بالتسليم في كلمات من عرفت على الظاهر لكونه هو الفرد الشايع المتعارف الذي اعتبره الشارع تحية لا كونها اسما له بالخصوص كما ربما يشهد لذلك قوله تعالى وتحيتهم فيما سلام وقوله تعالى وتحيتهم يوم يلقونه سلام وما رواه الصدوق في باب العلة التي من اجلها صارت التحية بين الناس السلام عليكم عن وهب اليماني قال لما اسجد الله عز وجل الملائكة لادم (ع) إلى أن قال ثم قال عز وجل لادم انطلق إلى هؤلاء الملا من الملائكة فقل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فسلم عليهم فقالوا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فلما رجع إلى ربه عز وجل قال له ربه هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك فيما بينهم إلى يوم القيمة إلى غير ذلك ن الشواهد والمؤيدات المبنية عن أن اطلاق التحية على السلام انما هو باعتبار كون السلام هو مصداقها المتعارف بين المسلمين لا ان مفهومها منحصر به وكيف كان فالمراد بالتحية في الآية على ما ذهب إليه أكثر المفسرين كما نسب إليهم بل عن البيضاوي نسبته إلى الجمهور هو السلام والمراد بأحسن منها على ما عن الكشاف والبيضاوي وغيرهما بل عن كنز العرفان دعوى اتفاق جمهور الفقهاء والمفسرين عليه هو ان يقول وعليكم السلام ورحمة الله إذا قال المسلم السلام عليكم وان يزيد وبركاته إذا قال المسلم السلام عليكم ورحمة الله والمراد بردها إليه ان يجيب بمثلها من غير زيادة ويستفاد هذا التفسير مضافا إلى مساعدة العرف عليه مما روي بطرقهم من أن رجلا دخل على النبي صلى الله عليه وآله وقال السلام عليك فقال النبي صلى الله عليه وآله وعليك السلام ورحمة الله فجائه اخر وسلم عليه فقال السلام عليك ورحمة الله فقال النبي صلى الله عليه وآله وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فجائه اخر فقال السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقال النبي صلى الله عليه وآله وعليك فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله
(٤٢٠)