كذا وعلى النسخ بأنه صلى الله عليه وآله لم يكن يصلي ثم صار يصليها أو على نفي صلاة التراويح كما يفعله العامة ويحتمل الحمل على أنه ما كان يصلي هذه النوافل في المسجد بل في البيت لما مر ويأتي وقد حملها ابن طاوس في كتاب الاقبال على التقية تارة وعلى غلط الراوي أخرى واستدل بما تقدم من تكذيب الراوي والدعاء عليه في حديث ابن مطهر ويحتمل غير ذلك انتهى وسيأتي نقل حديث ابن مطهر المشتمل على تكذيب هذا القول وقد اندفع بما أشار إليه من تواتر الأخبار المتعارضة ما قد يتوهم من عدم صلاحية تلك الأخبار من حيث هي لو اغمض عن اشتهارها بين الأصحاب عن صلاحية المعارضة لهذه الروايات من حيث السند لصحة أسانيد هذه الروايات وقصور تلك عن المكافئة توضيح الاندفاع بعد الغض عن اشتمال تلك الأخبار أيضا على الصحيح والموثق ان الترجيح بأوصاف الراوي انما هي في اخبار الآحاد التي يتطرق إليها احتمال الاشتباه وعدم الصدور لا في مثل هذه الأخبار البالغة في الكثرة نهايتها فإن كان فيها خلل فمن حيث جهة الصدور والا فصدر رجل تلك الأخبار ان لم يكن كلها مما لا ينبغي الارتياب (فيه كما أنه لا ينبغي الارتياب) في دلالتها على مشروعية الزيادة فإنها صريحة في ذلك فلا يتطرق إليها الا احتمال التقية وهو أيضا بعد اشتهارها بين الأصحاب فتوى وعملا وشذوذ الأخبار المعارضة لها من البعد بمكان خصوصا بعد الالتفات إلى ما في هذه الروايات من بيان حكمة الحكم وان لشهر رمضان حرمة لا يشبه غيره من الشهور فالأولى رد علم الروايات المعارضة لها إلى أهله ثم إن بعض الأخبار الدالة على استحباب الزيادة لم يحددها بحد بل ورد فيها الحث على فعل الصلاة فيها ما استطاع وانه ان قدر على أن يصلي في كل يوم وليلة الف ركعة فليفعل ولكنه قد ورد في غير واحد منها تحديدها بألف ركعة زائدة على الرواتب اليومية والأفضل في توزيعها على الشهر هو انه يصلي في كل ليلة من العشرتين الأوليين عشرين ركعة بلا خلاف فيه على الظاهر بين علمائنا القائلين بالوظيفة بل عن الانتصار والخلاف وغيره دعوى الاجماع عليه ويدل عليه مضافا إلى ذلك اخبار مستفيضة سيأتي الإشارة إليها ثمان ركعات بعد المغرب واثنتي عشرة ركعة بعد العشاء على الأظهر الأشهر بل المشهور كما ادعاه غير واحد وحكى عن الشيخ في النهاية انه خبر بين ذلك وبين جعل اثنتي عشرة ركعة بين العشائين وثمان بعد العشاء وعن المصنف رحمه الله في المعتبر اختياره ومما يدل على المشهور وخبر أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام وفيها فصل يا أبا محمد زيادة في رمضان فقال كم جعلت فداك فقال في عشرين ليلة تمضي في كل ليلة عشرين ركعة ثمان ركعات قبل العتمة واثنتي عشرة ركعة بعدها سوى ما كنت تصلي قبل ذلك الحديث وخبر ابن مطهر المروى عن الكافي انه كتب إلى أبي محمد عليه السلام يخبره بما جاءت به الرواية ان النبي صلى الله عليه وآله ما كان يصلي في شهر رمضان وغيره من الليل سوى ثلاث عشرة ركعة منها الوتر وركعتا الفجر فكتب عليه السلام فض الله فاه صلى من شهر رمضان في عشرين ليلة كل ليلة عشرين ركعة ثماني بعد المغرب واثنتا عشر بعد العشاء الآخرة واغتسل ليلة سبع عشرة وليلة تسع عشرة وليلة احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وصلى فيهما ثلاثين ركعة اثنتي عشرة ركعة بعد المغرب وثمانية عشرة بعد العشاء الآخرة وصلى فيهما مائة ركعة يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات وصلى إلى اخر الشهر كل ليلة ثلاثين على ما فسرت لك وفي رواية أبي بصير الأخرى عن أبي عبد الله عليه السلام صل في العشرين من شهر رمضان ثمانيا بعد المغرب واثنتي عشرة ركعة بعد العتمة وفي خبر محمد بن سليمان انه لما دخلت أول ليلة من شهر رمضان صلى رسول الله صلى الله عليه وآله المغرب ثم صلى أربع ركعات التي كان يصليهن بعد المغرب في كل ليلة ثم صلى ثمان ركعات فلما صلى العشاء الآخرة وصلى الركعتين اللتين كان يصليهما بعد العشاء الآخرة وهو جالس في كل ليلة قام فصلى اثنتي عشرة ركعة الحديث ورواية مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال مما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصنع في شهر رمضان كان يتنفل قبل ذلك في كل ليلة ويزيد على صلاته التي كان يصليها قبل ذلك منذ أول ليلة إلى تمام عشرين ليلة في كل ليلة عشرين ركعة ثماني ركعات منها بعد المغرب واثنتي عشرة بعد العشاء الآخرة الحديث وفي مكاتبة الحسن بن علي عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام صل في أول شهر رمضان في عشرين ليلة عشرين ركعة صل منها ما بين المغرب والعتمة ثماني ركعات وبعد العشاء اثنتي عشرة ركعة الحديث وقد ورد عكس ذلك في موثقة سماعة المضمرة قال سئلته عن رمضان كم يصلي فيه فقال كما يصلي في غيره الا ان لرمضان على سائر الشهور من الفضل ما ينبغي للعبد ان يزيد في تطوعه فان أحب وقوى على ذلك ان يزيد في أول الشهر عشرين ليلة كل ليلة عشرين ركعة سوى ما كان يصلي قبل ذلك يصلي من هذه العشرين اثنتي عشرة ركعة بين المغرب والعتمة وثمان ركعات بعد العتمة الحديث وقد جمع الشيخ في نهايته وغير واحد ممن تأخر عنه بين الأخبار بالحمل على التخيير وهو لا يخلو من وجه إذ لا معارضة بين المستحبات لامكان ان يكون لكل منهما جهة رجحان ولكن العمل بما هو المشهور نصا وفتوى أوثق في النفس فهو الأولى ويصلي في كل ليلة من العشر الأواخر ثلاثين ركعة بلا خلاف فيه أيضا على الظاهر على الترتيب المذكور اي يصلي ثمان ركعات بعد المغرب والباقي بعد العشاء على المشهور كما ادعاه في الحدائق وغيره ونقل عن أبي الصلاح وابن البراج انه يصلي اثنتي عشرة ركعة بعد المغرب والباقي بعد العشاء الآخرة ويدل على الأول قوله عليه السلام في رواية أبي بصير المتقدمة فإذا دخل العشر الأواخر فصل ثلاثين ركعة في كل ليلة ثماني قبل العتمة واثنتين وعشرين بعد العتمة سوى ما كنت تفعل قبل ذلك وقول أبي جعفر عليه السلام في مكاتبة الحسن المتقدمة وفي العشر الأواخر ثمان ركعات بين المغرب والعتمة واثنتين وعشرين ركعة بعد العتمة وفي خبر محمد بن سليمان المتقدم فلما كان في ليلة اثنتي وعشرين زاد في صلاته فصلى ثمان ركعات بعد المغرب واثنتين وعشرين ركعة بعد العشاء الآخرة ويدل على القول الآخر قوله عليه السلام في رواية مسعدة بن صدقة المتقدمة ويصلي في العشر الأواخر في كل ليلة ثلاثين ركعة اثنتي عشرة منها بعد المغرب وثماني عشرة منها بعد العشاء الآخرة وقد سمعت في خبر ابن مطهر الحاكي لفعل رسول الله صلى الله عليه وآله أيضا انه صلى في العشر الأواخر ثلاثين ركعة اثنتي عشرة
(٥٢١)