واحد ولا يختص ومورده بما قبل الركوع إذا الدعاء فضلا عن مطلق الذكر الذي يجتزى به في القنوت مسنون في كثير من مواضع الصلاة وفي السجود وما بين السجدتين و بعد الركوع وغير ذلك مع أنه لا يصح ان يقال يستحب القنوت في تلك المواضع فالقنوت بحسب الظاهر اسم للعمل المخصوص المعروف لدى المتشرعة المعتبر فيه رفع اليدين اما لكونه من مقومات مفهومه كما هو المنساق إلى الذهن من لفظه في عرف المتشرعة ويستشعر من بعض الأخبار كونه كذلك في عرف الشارع أيضا أو لكونه شرطا لكماله كما يظهر من كلمات الأصحاب فليس مطلق الدعاء الوارد في الصلاة الذي لم يشترط لا صحته ولا كماله بوقوعه بهذا الكيفية اسمه قنوتا وكيف كان فان أراد القائلون باستحباب القنوت الثاني بعد الركوع استحباب هذا الدعاء ونحوه كاستحباب قول سمع الله لمن حمده فهو حق ولا مشاحته ح في تسميته قنوتا لأنه مجرد اصطلاح كما أومى إليه الشهيد في محكى الذكرى فقال في مباحث القنوت الظاهر استحباب الدعاء في الوتر بعد الركوع أيضا إلى أن قال وسماه في المعتبر قنوتا انتهى وان أرادوا استحبابه على حد استحبابه قبل الركوع بان يؤتى به مع رفع اليدين حاله قاصدا به التوظيف فالخبر المزبور الذي هو مستند هذا الحكم قاصر عن افادته كما لا يخفى تنبيه مقتضى اطلاق النصوص والفتاوي مشروعية القنوت في ثانية الشفع أيضا كغيرها من الصلوات ولكن ربما يستظهر من بعض الأخبار خلافه ولذا ذهب بعض المتأخرين إلى عدم مشروعيته وقد تقدم تحقيقه في صدر الكتاب وعلم فيما تقدم ان الأظهر مشروعيته فلا نطيل بالإعادة ويستحب ان يدعو فيه بالأذكار المروية عن الأئمة عليهم السلام وأفضلها كلمات الفرج على ما صرح به كثير من الأصحاب بل عن الذكرى والبحار وغيره نسبته إليهم بحيث يستشعر منه دعوى الاجماع عليه بل حكى عن الغنية صريحا ادعائه ولعله كاف في اثباته من باب المسامحة كما أنه يكفي له ما حكى عن الحلي من أنه قال وروى أنها اي كلمات الفرج أفضله وعن علم الهدى أيضا نحوه ويؤيده ما عن الفقه الرضوي أنه قال وقل في قنوتك بعد فراغك من القراءة قبل الركوع اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الحليم الكريم لا إله إلا أنت العلي العظيم سبحانك رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم يا الله ليس كمثله شئ صلى على محمد وال محمد واغفر لي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات انك على كي شئ قدير ثم تركع وفي نسخة بدل انك على كل شئ قدير انك على ذلك قادر وما تضمنته عبارة الرضوي ان كان مغائرا في الصورة في جملة من فقراته للصورة المعروفة لكلمات الفرج الواردة في بعض الأخبار المعتبرة وهي لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين ولكن قد أشرنا في مبحث احكام الأموات عند التكلم في استحباب تلقين المحتضر بكلمات الفرج انه ربما تستشعر من اختلاف الأخبار الواردة فيها انه ليس لخصوص هذا الترتيب بل ولا لخصوصية بعض ألفاظها كثير دخل في قوام مطلوبيته هذا الكلمات كما انا قد حققنا في ذلك المبحث انه لا بأس بان يقول قبل التحميد وسلام على المرسلين لورودها كذلك في بعض الأخبار التي نقلناها في المبحث المشار إليه فلا يظل بالإعادة وكيف كان فلا باس بالالتزام باستحباب خصوص ما تضمنته عبارة الرضوي مع ما فيها من الدعاء فإنه كافيه لمثله بلا شبهة وقد ورد الامر بكلمات الفرج في قنوت الجمعة في خبر أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال القنوت يوم الجمعة في الركعة الأولى بعد القراءة تقول في القنوت لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد واله كما هديتنا به اللهم صل على محمد وال محمد كما أكرمتنا به اللهم اجعلنا ممن اخترته لدينك وخلفته لجنتك اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه انك أنت الوهاب ولعل الأصحاب فهموا أفضليتها في القنوت من مثل هذا الرواية ملاحظة ان الجمعة أولى بان يراعي فيها مثل هده الآداب والله العالم ومن جملة الأدعية المأثورة في القنوت ما في حسنة سعد بن أبي خلف عن أبي عبد الله عليه السلام قال يجزيك في القنوت اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا في الدنيا والآخرة انك على كل شئ قدير وفي خبر أبي بكر بن أبي سماك قال صليت خلف أبي عبد الله الفجر فلما فرغ من قرائته في الثانية جهر بصوته نحوا مما كان يقرء وقال اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا في الدنيا والآخرة انك على كل شئ قدير إلى غير ذلك من الأدعية الكثيرة المأثورة عنهم عليهم السلام مما تضمنته الأخبار الحاكية لفعلهم وقولهم من أرادها فليطلب من مظانها ويكفي في الحكم باستحباب ان يدعو بالدعوات التي دعوا بها الأئمة عليهم السلام في قنوتهم قضاء ضرورة الشرع والعقل برجحان التأسي بهم ولا سيما في كيفية العبادات التي من شأنها التلقي منهم فاحتمال كون اختيارهم له من باب انه أحد افراد مطلق الدعاء الذي يشرع في القنوت لا لخصوصية فيه موجبة لا فضلية غير قادح في الحكم باستحبابه بالنسبة الينا من باب الانقياد والتأسي فلا يهمنا دعوى ان اختيارهم له مع وضوح أفضليته بعض أنواع الذكر والدعاء من بعض كاشف عن أن ذلك من القسم الأفضل كي يتطرق إليها الخدشة بامكان ان يكون منشأه الجهات الخارجية المقتضية لاخبار الفرد المفضول كالتخفيف على المأمومين أو مزاحمة امراهم أو نحو ذلك كما هو واضح والا اي وان لم يقصد المستحب بل محض الاتيان بما هو وظيفة القنوت فيأتي بما شاء من ذكر أو دعاء وأقله ثلاث تسبيحات بل هذا أيضا بحسب الظاهر مرتبة من الفضل والاستحباب فإنه ليس فيه شئ معين بل يكفي فيه على الظاهر مطلق ما يسمى دعاء أو ثناء فيكفي مثل رب اغفر لي أو ما شاء الله أو نحو ذلك مما هو أقل من ثلاث تسبيحات كما يدل عليه خبر إسماعيل بن الفضل قال سئلت أبا عبد الله (ع) عن القنوت وما يقال فيه قال ما قضى الله على لسانك ولا اعلم فيه شيئا موقتا وخبره الاخر قال سئلت أبا عبد الله (ع) عما أقول في وترى فقال ما قضى الله على لسانك وقدره وفي مرفوعة محمد بن إسماعيل بن بزيع المروية عن الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال سبعة مواطن ليس فيها دعاء موقت الصلاة على الجنائز والقنوت الحديث وحسنة الحلبي بإبراهيم بن هاشم أو صحيحته المروية عن الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام عن القنوت في الوتر هل فيه شئ موقت يتبع ويقال فقال الا اثن على الله وصل على النبي واستغفر لذنبك العظيم وقال كل ذنب عظيم وعن الصدوق باسناده على الحلبي انه سأله عن القنوت
(٣٩٠)