لأبي عبد الله اني اخرج في الحاجة وأحب ان أكون معقبا فقال إن كنت على وضوء فأنت معقب وعن الصدوق مرسلا قال قال الصادق المؤمن معقب ما دام على وضوئه وخبر حماد بن عثمان البصري قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول جلوس الرجل في دبر صلاة الفجر إلى طلوع الشمس انفذ في طلب الرزق من ركوب البحر فقلت للرجل الحاجة يخاف فوتها فقال يدلج فيها وليذكر الله عز وجل فإنه معقب ما دام على وضوئه نعم يعتبر عرفا في صدق اسم التعقيب الاتيان به عقيب الصلاة بلا فصل يعتد به أو حصول بعض المنافيات الموجبة لانقطاع العلاقة العرفية المخرجة له عن كونه من لواحق هذه الصلاة هذا مع أن جل ما ورد فيه الامر بشئ من الأذكار والأدعية المأثورة في التعقيب أو بمطلق الدعاء لم يتعلق الامر به بعنوان كونه تعقيبا بل يفعله بعد الصلاة أو دبر الصلاة أو بعد أداء الفريضة أو غيره ذلك من العناوين التي لا يتوقف صدق مفهومها عرفا وشرعا على الجلوس بلا شبهة ولكنه يستفاد من الأخبار المزبورة انها مع الجلوس أفضل مضافا إلى عدم توقف صدق مفهوم التعقيب عرفا على الجلوس ودعوى ان له حقيقة شرعية ممنوعة وعلى تقدير التسليم فهي غير مانعة عن اجزاء أصل العدم لدى الشك في اعتباره كما تقرر في محله ودعوى ان الجلوس معتبر في مفهومه عرفا كما هو ظاهر كلام اللغويين أشد منعا ولا عبرة بتفسير اللغويين في مثل المقام الذي لا خصوصية لهم في معرفة مفهومه كما لا يخفى ثم إن الظاهر عدم اختصاص استحباب التعقيب بالفريضة وان اختصت بالذكر في أغلب الأخبار الواردة في التعقيب ولكن ورد في كثير من الروايات أيضا الامر بالدعاء اما على الاطلاق أو بالأدعية الخاصة التي تضمنتها الأخبار عقيب كل صلاة مثل خبر زرارة المروى عن معاني الأخبار عن أبي جعفر عليه السلام قال لا تنسوا الموجبتين أو قال عليك بالموجبتين في دبر كل صلاة قلت وما الموجب قال تسأل الله الجنة وتعوذ بالله من النار وخبر محمد الواسطي قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول لا تدع في دبر كل صلاة أعيذ نفسي وما رزقني ربي بالله الواحد الصمد حيت تختمها وأعيذ نفسي وما رزقني ربي برب الفلق حتى تختمها أو أعيذ نفسي وما رزقني ربي برب الناس حتى تختمها والظاهر أن المراد بقوله حتى تختمها ختم السورة فأريد بالأولى ختم سورة التوحيد وبالأخيرين ختم المعوذتين والمرسل المروي عن ارشاد الديلمي قال قال النبي صلى الله عليه وآله يقول الله تعالى من احدث ولم يتوضأ فقد جفاني ومن احدث وتوضأ ولم يصل ركعتين فقد جفاني ومن احدث وتوضأ وصلى ركعتين ودعاني ولم أجبه فيما سألني من امر دينه ودنياه فقد جفوته ولست برب جاف إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة التي يقف عليها المتتبع نعم في الفرائض أفضل منه في النوافل كما يدل عليه صحيحة محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال الدعاء دبر المكتوبة أفضل من الدعاء دبر التطوع كفضل المكتوبة على التطوع وخبر الحسن بن المغيرة انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول إن فضل الدعاء بعد الفريضة على الدعاء بعد النافلة كفضل الفريضة على النافلة و أفضله تسبيح الزهراء عليها السلام كما صرح به في المتن وغيره بل ربما يظهر من كلمات بعضهم كونه مفروغا عنه لديهم فكأنهم فهموا أفضليته من تظافر الأخبار الواردة فيه فإنه لم يرد في شئ من الأذكار والأدعية الواردة في التعقيب بخصوصه مثل ما ورد في خصوص هذا التسبيح من الأخبار المتظافرة المتكاثرة الواردة في فضله والحث على المواظبة عليه في دبر كل صلاة وعند النوم وتعليمه للأطفال ففي خبر صالح بن عقبة عن عقبة عن جعفر عليه السلام أنه قال ما عبد الله بشئ أفضل من تسبيح فاطمه (ع) ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة (ع) وفي خبر المفضل بن عمر الوارد في نافلة شهر رمضان فإذا سلمت في الركعتين سبح تسبيح فاطمة وهو الله أكبر أربعا و ثلاثين مرة وسبحان ثلاثا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة فوالله لو كان شئ أفضل منه لعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله إياها ورواية صالح بن عقبة عن أبي خالد القماط قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول تسبيح فاطمة عليها السلام في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة الف ركعة في كل يوم وصحيحة عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله (ع) من سبح تسبيح الزهراء قبل ان يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر له ويبدء بالتكبير إلى غير ذلك من الروايات الواردة فيه ثم إن ما تضمنه خبر المفضل في كيفيته من تقدم التسبيح على التحميد فقد حكى القول به عن ظاهر الصدوق في هدايته واعتقاداته وأماليه وعن والده أيضا وابن الجنيد والشيخ في الاقتصاد ويشهد له أيضا ما عن الفقيه مرسلا عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال لرجل من بنى سعد الا أحدثك عني وعن فاطمة إلى أن قال حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة واحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة الحديث وخبر وهب بن عبد ربه المروي عن كتاب فلاح السائل بسند مصحح قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول من سبح تسبيح الزهراء فاطمه عليها السلام بدء وكبر الله عز وجل أربعا وثلاثين تكبيرة وسبحه ثلاثا وثلاثين تسبيحة ووصل التسبيح بالتكبير وحمد الله ثلاثا وثلاثين مرة ووصل التحميد بالتسبيح وقال بعد ما يفرغ لا إله إلا الله الدعاء وخبر داود بن فرقد المروي عن الكافي عن أخيه ان شهاب بن عبد ربه سئله ان يسئل أبا عبد الله (ع) قال قل له ان امرة تفزعني في المنام بالليل فقال قل له اجعل مسباحا فكبر الله أربعا وثلاثين تكبيرة وسبح الله ثلاثا وثلاثين واحمد الله ثلاثا وثلاثين وقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى بيده الخير وله اختلاف الليل والنهار وهو على كل شئ قدير عشر مرات أقول في الحدائق المسباح ما يسبح به ويعد به الأذكار و عن الفقه الرضوي وتسبح تسبيح فاطمة عليها السلام وهو اربع وثلاثون تكبيرة وثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة ويشهد له أيضا التوقع الآتي الوارد فيمن سهى فزاد في عدد التسبيح ولفظه واو الواردة في أغلب هذه الأخبار وان لم نقل بظهورها في اعتبار الترتيب ولكنها ظاهرة في عدم اعتبار عكسه فلو وقع افعال متدرجة الحصول في حيز الطلب بالعطف بالواو كما في قوله تعالى إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجهكم وأيديكم الخ لو لم نقل بظهوره في إرادة الترتيب كما ذهب إليه بعض فلا أقل من ظهوره في كونها بهذا الترتيب مجزية فالمناقشة في دلالة هذه الأخبار بان الواو لمطلق الجمع لا للترتيب في غير محلها اللهم ان يراد بها نفي دلالتها على اشتراط كما هو ظاهره من نسب إليه هذا القول فلا يخلو ح عن وجه وكيف كان فربما نسب إلى المشهور اعتبار تقديم التحميد على التسبيح ومستنده صحيحة محمد بن عذافر قال دخلت مع أبي علي أبي عبد الله عليه السلام فسئله أبي عن تسبيح فاطمة (ع) فقال الله أكبر حتى أحصى أربعا وثلاثين مرة ثم قال الحمد لله حتى بلغ سبعا وستين ثم قال سبحان الله حتى بلغ مأة يحصيها بيده
(٣٩٦)