البتة والأولى الاتيان بها بشئ من الكيفيات المأثورة عن الأئمة عليهم السلام مثل ما في المرسل عن العنبري قال سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الاستخارة فقال استخر الله في اخر ركعة من صلاة الليل وأنت ساجد مأة مرة ومرة قال كيف أقول قال تقول استخير الله برحمته استخير الله برحمته وصحيحة حماد عنه عليه السلام قال في الاستخارة ان يستخير الله الرجل في اخر سجدة من ركعتي الفجر مائة مرة ومرة ويحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله ثم يستخير خمسين مرة ثم يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله ويتم المأة والواحدة وخبر حماد بن عيسى عن ناجية عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان إذا أراد شراء العبد أو الدابة أو الحاجة الخفيفة أو الشئ اليسير استخار الله عز وجل فيه سبع مرات فإذا كان امرا جسيما استخار الله مأة مرة وخبر معاوية بن ميسرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما استخار الله عبد سبعين مرة بهذه الاستخارة الا ما رماه الله بالخيرة يقول يا أبصر الناظرين ويا اسمع السامعين ويا اسرع الحاسبين ويا ارحم الراحمين ويا احكم الحاكمين صل على محمد وأهل بيته وخر لي كذا وكذا والمراد بهذه الأخبار بحسب الظاهر هو طلب تيسير الخير والارشاد إليه وأوضح منها دلالة على ذلك خبر مرازم قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام إذا أراد أحدكم شيئا فليصل ركعتين ثم ليحمد الله وليثن عليه وليصل على محمد وعلى أهل بيته ويقول اللهم ان كان هذا الامر خيرا في ديني ودنياي فيسره لي وقدره وان كان غير ذلك فاصرفه عني فسئلته اي شئ اقرأ فيهما فقال اقرأ فيهما ما شئت وان شئت قرأت فيهما قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون وخبر جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا هم بأمر حج أو عمر أو بيع أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق تطهر ثم صلى ركعتي الاستخارة وقرء فيهما بسورة الحشر وسورة الرحمن ثم يقرء المعوذتين وقل هو الله أحد إذا قرء وهو جالس في دبر الركعتين ثم يقول إن كان كذا وكذا خيرا لي في ديني ودنياي وعاجل أمري واجله فصل على محمد وآل محمد ويسره لي على أحسن الوجوه وأجملها اللهم وان كان كذا وكذا شرا لي في ديني ودنياي وآخرتي وعاجل أمري واجله فصل على محمد وآله واصرفه عني رب صلى على محمد وآل محمد واعزم لي على رشدي وان كرهت ذلك أو أبته نفسي وقد يراد بالاستخارة الاستشارة والاهتداء إلى ما فيه صلاحه اي تعرف ما فيه مصلحته وهذا المعنى هو المعروف بين الناس في محاوراتهم في هذه الاعصار وهي بهذا المعنى أيضا مشروعة وقد روى لاستكشاف ما فيه الخيرة انحاء مختلفة فمنها ان يسئل الله الخيرة في امره على النهج المأثور ثم المشورة مع الناس والعمل بما يشيرون إليه فان الله يلهمهم الخير كما يدل عليه خبر هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا أراد أحدكم امرا فلا يشاور فيه أحدا من الناس حتى يبدء فيشاور الله تبارك وتعالى قلت جعلت فداك وما مشارة الله قال تبتدء فتستخير الله فيه أولا ثم تشاور فيه فإنه إذا بدأ بالله اجرى الخير على لسان من شاء من الخلق ومنها حدوث العزم له على فعل ما كان متحيرا في امره أو تركه بعد الاستخارة بأحد الوجوه المأثورة ففي خبر ابن فضال قال سئل الحسن بن الجهم أبا الحسن عليه السلام لابن أسباط فقال ما ترى له وابن أسباط حاضر ونحن جميعا نركب البحر أو البر إلى مصر واخبره بخير طريق البر فقال فات البر وائت المسجد في غير وقت صلاة الفريضة فصل ركعتين فاستخر الله مأة مرة ثم انظر اي شئ يقع في قلبك فاعمل به وموثقة ابن أسباط أو صحيحته قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام جعلت فداك ما ترى اخذ برا ان بحرا فان طريقنا مخوف شديد الخطر فقال اخرج برا ولا عليك ان تأتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وتصلي ركعتين في غير وقت فريضة ثم تستخير الله مأة مرة ومرة ثم تنظر فان عزم الله لك على البحر فافعل الحديث وخبر إسحاق بن عمار عن الصادق عليه السلام قال قلت له ربما أردت الامر تفرق مني فريقان أحدهما يأمرني والآخر ينهاني قال فقال إذا كنت كذلك فصل ركعتين واستخر الله مأة مرة ومرة ثم انظر اجزم الامرين لك فافعل فان الخيرة فيه إن شاء الله تعالى وليكن استخارتك في عافية فإنه ربما خير للرجل في قطع يده وموت ولده وذهاب ماله والمروي عن كتاب الاستخارات لابن طاووس نقلا من كتاب سعد بن عبد الله عن علي بن مهزيار قال كتب أبو جعفر الثاني إلى إبراهيم بن شيبة فهمت ما استأمرت فيه من امر ضيعتك التي تعرض لك السلطان فيها فاستخر الله مأة مرة خيرة في عافية فان احلو لي بقلبك بعد الاستخارة معها فبعها واستبدل غيرها إن شاء الله ولا تتكلم بين اضعاف الاستخارة حتى تتم المأة وعن الكليني انه روى في كتاب وسائل الأئمة ان الجواد عليه السلام كتب بمثل ذلك إلى علي بن أسباط الا انه زاد ولكن الاستخارة بعد صلاتك ركعتين ورواية اليسع القمي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أريد الشئ فأستخير الله فيه فلا يوفق فيه الرأي افعله أو ادعه فقال انظر إذا قمت إلى الصلاة فان الشيطان ابعد ما يكون من الانسان إذ أقام إلى الصلاة اي بشئ يقع في قلبك فخذ به وافتح المصحف فانظر إلى أول ما ترى فيه فخذ به إن شاء الله ويستفاد من هذه الرواية ان فتح المصحف والاخذ بأول ما يرى فيه أيضا من طرق تعرف الخيرة وانه لدى عدم حصول العزم بعد الصلاة والاستخارة وبقاء الخيرة يعول على هذا الطريق ومنها الاستكشاف بالرقاع وقد روى ذلك على انحاء فمنها ما في خبر هارون بن خارجه الذي رواها الكليني والشيخ والمفيد وابن طاوس بعدة طرق على ما في الوسائل وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال إذا أردت امرا فخذ ست رقاع فاكتب في ثلاث منها بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة افعل وفي ثلاث منها بسم الله الرحمن خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة لا تفعل ثم صنعها تحت مصلاك ثم صل ركعتين فإذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مأة مرة استخير الله برحمته خيرة في عافية ثم استو جالسا وقل اللهم خر لي واختر لي في جميع أموري في يسر منك وعافية ثم اضرب بيدك إلى الرقاع فشوشها واخرج واحدة واحدة فان خرج ثلاث متواليات افعل فافعل الامر الذي تريده وان خرج ثلاث متواليات لا تفعل فلا تفعله وان خرجت واحدة افعل والأخرى لا تفعل فأخرج من الرقاع إلى خمس فانظر أكثرها فاعمل به ودع السادسة لا تحتاج إليها ومنها ما رواه الكليني والشيخ عن علي بن محمد رفعه عنهم عليهم السلام أنه قال لبعض أصحابه وقد سئله عن الامر يمضي فيه ولا يجد أحدا يشاوره كيف يصنع قال شاور ربك قال فقال له كيف قال انو الحاجة في نفسك ثم اكتب رقعتين في واحدة لا وفي واحدة نعم واجعلها في بندقتين من طين ثم صل ركعتين واجعلهما تحت ذيلك وقل يا الله اني أشاورك في أمري هذا وأنت خير مستشار ومشير فأشر علي بما فيه صلاح وحسن عاقبة ثم ادخل يدك فإن كان فيها نعم فافعل وان كان فيها لا فلا تفعل هكذا شاور ربك وعن السيد بن طاوس في الاستخارات وفي
(٥١٧)