رمضان والأشهر في الروايات استحباب الف ركعة في شهر رمضان زيادة على النوافل المرتبة في المدارك قال استحباب هذه النافلة قول معظم الأصحاب وفي الجواهر قال هو المشهور بين الأصحاب نقلا وتحصيلا شهرة كادت تكون اجماعا كما في فوائد الشرائع وغيره الاعتراف به بل عن المنتهى بعد نسبته إلى أكثر أهل العلم قال الاجماع عليه الا من شذ بل في السرائر الاخلاف في استحباب الألف الا ممن عرف باسمه ونسبه وهو أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه وخلافه لا يعتد به لأن الاجماع تقدمه وتأخر عنه بل عن المهذب البارع ان باقي الأصحاب على خلافه انتهى ما في الجواهر وفي المدارك بعد ان نسب القول بالاستحباب إلى المعظم قال ونقل عن الصدوق رحمه الله أنه قال لا نافلة في شهر رمضان زيادة على غيره وكلامه في من لا يحضره الفقيه لا يقتضي نفي المشروعية فإنه قال بعد ان أورد خبر سماعة المتضمن للنوافل وانما أوردت هذا الخبر في هذا الباب مع عدولي عنه وتركي لاستعماله ليعلم الناظر في كتابي كيف يروي ومن رواه وليعلم من اعتقادي فيه انه لا أرى بأسا باستعماله انتهى وقد يقال إن المتأمل ان المتأمل في كلامه يرى أن غرضه بيان عدم مشروعيتها على سبيل التوظيف ونفي البأس عن استعمالها لا بهذا الوجه بل بلحاظ ان الصلاة خير موضوع فمن شاء استقل ومن شاء استكثر وفيه ان هذا ليس عملا بهذه الرواية كما لا يخفى بل الظاهر أن غرضه حيث التزم في كتابه ان لا يروي فيه الا ما يراه حجة بينه وبين ربه بيان ان هذه الرواية أيضا في حد ذاتها من الأخبار المعتبرة التي يجب الاخذ بها لولا ابتلائها بمعارض فيكون المقام عنده مما ورد فيه خبران متعارضان بأيهما اخذ من باب التسليم وسعه وان كان هو بنفسه في مقام عمله اخذا بما يعارضه ولا يخفى عليك ان هذا الذي أشرنا إليه هو الذي ينبغي رعايته لمن يتصدى للفتوى بل قد يقال بلزومه بان يشير لدى اخذه بأحد الخبرين المتعارضين ولو لأجل بعض المرجحات الغير اللازمة إلى مستند حكمه وانه لمن يقلده الاخذ بما يعارضه وكيف كان فالأخبار الدالة على استحباب زيادة النافلة في شهر رمضان على سائر الشهور اجمالا وتفصيلا في غاية الكثرة بل فوق التواتر ففي خبر علي بن أبي حمزة قال دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فقال له أبو بصير ما تقول في الصلاة في رمضان فقال إن لرمضان حرمة وحقا لا يشبهه شئ من الشهور صل ما استطعت في رمضان تطوعا بالليل والنهار وان استطعت في كل يوم وليلة الف ركعة فصل ان عليا عليه السلام كان في اخر عمره يصلي في كل يوم وليلة الف ركعة وخبر أبي بصير انه سئل أبو عبد الله عليه السلام أيزيد الرجل الصلاة في رمضان قال نعم ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد زاد في رمضان في الصلاة وخبر إسحاق بن عمار عن صابر بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال له ان أصحابنا هؤلاء أبوا ان يزيدوا في صلاتهم في رمضان وقد زاد (رسول الله صلى الله عليه وآله في صلاته في رمضان وصحيحة أبي العباس وعبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان) رسول الله صلى الله عليه وآله يزيد في صلاته في شهر رمضان إذا صلى العتمة صلى بعدها فيقوم الناس خلفه فيدخل ويدعهم ثم يخرج أيضا فيجيئون فيقومون خلفه فيدخل ويدعهم ثم يخرج أيضا فيجيبون ويقومون خلفه فيدخل ويدعهم مرارا وقال لا يصلي بعد العتمة في غير شهر رمضان وخبر أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا جاء شهر رمضان زاد في الصلاة وانا أزيد فزيدوا وخبر محمد بن يحيى قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسئل هل يزاد في شهر رمضان في صلاة النوافل فقال نعم قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي العتمة في مصلاه فيكثر وكان الناس يجتمعون خلفه ليصلوا بصلاته فإذا هم كثروا خلفه تركهم ودخل منزله فإذا تفرق الناس عاد إلى مصلاه فصلى كما كان يصلي فإذا كثر الناس خلفه تركهم ودخل وكان يصنع ذلك مرارا ورواية المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال يصلي في شهر رمضان زيادة الف ركعة قلت ومن يقدر على ذلك قال ليس حيث تذهب أليس يصلي في شهر رمضان زيادة الف ركعة في تسع عشرة منه في كل ليلة عشرين ركعة وفي ليلة تسع عشرة مائة ركعة وفي ليلة احدى وعشرين مائة ركعة وفي ليلة ثلاث وعشرين مائة ركعة ويصلي في ثمان ليال منه في العشر الأواخر من كل ليلة ثلاثين ركعة فهذه تسع مائة وعشرون ركعة قال قلت جعلني الله فداك فرجت عني لقد كان ضاق بي الامر فلما ان اتيت لي بالتفسير فرجت عني فكيف تمام الألف ركعة قال تصلي في كل يوم جمعة في شهر رمضان أربع ركعات لأمير المؤمنين عليه السلام وتصلي ركعتين لابنة محمد عليه السلام وتصلي بعد الركعتين أربع ركعات لجعفر الطيار وتصلي في ليلة الجمعة في العشر الأواخر لأمير المؤمنين عليه السلام عشرين ركعة وتصلي في عشية الجمعة ليلة السبت عشرين ركعة لابنة محمد ثم قال اسمع وعه وعلم ثقات اخوانك هذه الأربع والركعتين فإنهما أفضل الصلوات بعد الفرائض فمن صلاها في شهر رمضان أو غيره انفتل وليس بينه وبين الله عز وجل ذنب الحديث إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي ورد في بعضها التصريح بزيادة الألف وسيأتي نقل جملة منها عند التكلم في كيفية تفريق الألف على الشهر وبإزاء هذه الأخبار اخبار اخر مستفيضة تدل بظاهرها على نفي مشروعية الزيادة وان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يزد في شهر رمضان على الرواتب الموظفة في سائر الأيام كرواية محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى العشاء الآخرة آوى إلى فراشه لا يصلي شيئا الا بعد انتصاف الليل لا في شهر رمضان ولا في غيره وصحيحة الحلبي قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن الصلاة في شهر رمضان فقال ثلاث عشرة ركعة منها الوتر وركعتا الصبح قبل الفجر كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي وانا كذلك أصلي ولو كان خيرا لم يتركه رسول الله صلى الله عليه وآله وصحيحة ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئلته عن الصلاة في شهر رمضان فقال ثلاث عشرة ركعة منها الوتر وركعتان قبل صلاة الفجر كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي ولو كان فضلا كان رسول الله اعمل به وأحق وعن الشيخ باسناده عن ابن مسكان نحوه وقد تعرض الأصحاب الارتكاب التأويل في هذه الأخبار بابداء احتمالات قد أشار في الوسائل إلى جلها بل كلها حيث إنه بعد ان أورد هذه الأخبار قال ما لفظه قد عرفت ان معارضات هذه الأحاديث متواترة بل تجاوزت حد التواتر كما تقدم في الأبواب الثمانية فلابد من تأويلها وقد حمل الشيخ هذه الأحاديث على نفى الجماعة في نوافل رمضان واستشهد بما يأتي ويمكن ان يراد عدم استحباب الزيادة في النوافل المرتبة اليومية أو يراد به نفي وجوب نافلة شهر رمضان وان ثبت الاستحباب بما تقدم ويحتمل الحمل على نفي تأكد الاستحباب بالنسبة إلى النوافل اليومية فإنها
(٥٢٠)