الجواب وسلامته عن هذا التشويش ولو نقض سهوا تداركه مع ما بعده على وجه يحصل معه الترتيب وربما يظهر من خبر سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام عدم لزوم تداركه فقال من سبقت أصابعه لسانه حسب له ولعله أريد به ما لا ينافي ما ذكرناه كاستحقاقه اجر المسبح أو احتسابه له لو لم يتذكر أو غير ذلك من المحامل مع عدم كونه واردا في خصوص المقام فيشكل رفع اليد بمثل هذه الرواية عن مقتضيات القواعد ثم إن المساق إلى الذهن من النصوص والفتوى انما هو اعتبار التوالي في هذا التسبيح بان لا يتخلل بين ابعاضه فصلا طويل موجبا لانقطاع بعضها عن بعض بحيث بعد اجزائها اذكارا مستقبلة بل الأولى الاتيان بها متصلة لما رواه في الكافي عن محمد بن جعفر عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان يسبح تسبيح فاطمة (ع) فيصله ولا يقطعه ثم الأفضل التعقيب بما روي من الأذكار والأدعية في خصوص التعقيب وهو في غاية الكثرة منها التكبيرات الثلث بعد التسليم رافعا بها يديه على النحو المعهود المتعارف في تكبيرات الصلاة كما هو المنساق إلى الذهن من الامر به في خبر زرارة المروي عن العلل عن أبي جعفر عليه السلام إذا سلمت فارفع يديك بالتبكير ثلثا وخبر المفضل بن عمر المروي عن العلل قال قلت لأبي عبد الله (ع) لأي علة يكبر المصلي بعد التسليم ثلثا يرفع بها يديه فقال لأن النبي صلى الله عليه وآله لما فتح مكة صلى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود فلما سلم رفع يديه وكبر ثلثا وقال لا إله إلا الله وحده وحده وحده انجز وعده ونصر عبده واعز جنده وغلب الأحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير ثم اقبل على أصحابه فقال لا تدعو هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلاة مكتوبة فان من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول كان قد أدى ما يجب عليه من شكر الله تعالى على تقوية الاسلام وجنده ومنها ما رواه أبو بصير عن الصادق عليه السلام قال قل بعد التسليم الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم و يحتمل ان يكون التكبير المذكور في صدر الدعاء أدنى ما يجزي من التكبيرات الثلث كما أنه يحتمل ان يكون من اجزاء هذا الدعاء والأولى الجمع بينهما ومنها دعاء شيبة الهذلي المروي عن التهذيب عن سلام المكي عن أبي جعفر عليه السلام قال اتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله يقال له شيبة الهذيل فقال يا رسول الله علمني كلاما ينفعني الله به وخفف علي إلى أن قال فقال صلى الله عليه وآله تقول في دبر كل صلاة اللهم اهدني من عندك وافض علي من فضلك وانشر علي من رحمتك وانزل على من بركاتك ثم قال النبي صلى الله عليه وآله اما انه ان وافي بها يوم القيمة لم يدعها متعمدا فتح الله له ثمانية أبواب من أبواب الجنة يدخل من إياها شاء ومنها سؤال الجنة والحور العين والاستعاذة من النار والصلاة على محمد واله كما ورد ذلك من اخبار مستفيضة ومنها قراءة الحمد وآية شهد الله وآية الكرسي وآية الملك عقيب كل فريضة ومنها اظهار الشهادتين والاقرار بالأئمة عليهم السلام واحد واحدا والقبلة والكتاب كما ورد في خبر محمد بن سليمان الديلمي قال سئلت أبا عبد الله (ع) فقلت له جعلت فداك ان شيعتك تقول ان الايمان مستقر ومستودع فعلمني شيئا إذا قلته استكملت الايمان قال قل في دبر كل صلاة فريضة رضيت بالله ربا بمحمد نبيا وبالاسلام دينا وبالقرآن كتابا وبالكعبة قبلة وبعلي وليا واماما وبالحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم اللهم إني رضيت بهم أئمة فارضني لهم انك على كل شئ قدير ومنها ان تقول اللهم إني أسئلك من كل خير أحاط به علمك وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك اللهم إني أسئلك عافيتك في أموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ومنها لعن أعداء الدين وتسميتهم بأسمائهم أربعة من الرجال وأربعا من النساء ومنها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاثين مرة أو أربعين أو مأة ومنها سبع مرات بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم بعد صلاة المغرب والغداة ومنها ان يقول دبر صلاة الفريضة قبل ان يثني رجليه استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال و الاكرام وأتوب إليه ثلاث مرات يغفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر كما في خبر حماد عن أبي جعفر عليه السلام إلى غير ذلك مما تكفلت به كتب أصحابنا المعدة لذلك كمفتاح الفلاح ونحوه جزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خيرا ولا يتوقف حصول وظيفة التعقيب على خصوص المأثور فيه بل هو أفضل والا فيدرك فضيلة التعقيب من حيث هو بكل ما تيسر له من الدعاء والثناء على الله تعالى باي عبارة واي لغة تكون كما أن الأظهر عدم اعتبار شئ من شرائط الصلاة فيه حتى الطهارة من الحدث فضلا عن الخبث أو ستر العورة أو الاستقبال والاستقرار ونحوها نعم الأولى والأفضل بقائه جالسا متطهرا مستقبل القبلة لانسباق إرادة هذه الحالة من كثير من أدلته مع التصريح بالجلوس في بعض اخبارها واشعار بعض الأخبار المتقدمة بشرطية الطهارة مضافا إلى ما في الوسائل عن شيخنا البهائي مرسلا عن مفتاح الفلاح أنه قال روي أن ما يضر بالصلاة يضر بالتعقيب لكنه لا يرفع اليد بمثل هذه الأمور في المستحبات عما يقتضيه اطلاقات الأخبار الكثيرة التي ورد فيها الامر بمطلق الدعاء أو الأدعية والأذكار المخصوصة في دبر الفرائض أو بعد كل صلاة كما لا يخفى قد فرغ من تأليف المجلد الثالث من مجلدات الصلاة من الكتاب المسمى بمصباح الفقيه مصنفه الأحقر محمد رضا الهمداني ابن المرحوم الآقا محمد هادي الهمداني وفقه الله تعالى لاتمام الكتاب بمحمد وآله الأطهار الأبرار في ليلة السبت من العشر الثاني من شهر جمادي الثانية السنة العاشرة بعد الألف وثلاثمائة من الهجرة النبوية سنة (1310)
(٣٩٨)