____________________
التوصلية وبعضهم الآخر على التعبدية كما لعله واضح.
ومنها: أن اصطلاح التعبدية والتوصلية اصطلاح علمي، وأما بحسب اللغة فهو العمل بمراسم العبودية، وليس مراسمها إلا الإطاعة والإتيان بأوامره والتجنب عن نواهيه، لا إتيان الفعل بقصد التقرب، فالظاهر أن المقصود أنهم لم يؤمروا إلا بإطاعة الله تعالى في جميع ما أمر به ونهى عنه وجعل الدين خالصا له تعالى من دون دخالة الهوى النفساني لأحد من آحاد البشر.
ومنها: أنه لو كان المقصود أن جميع الأوامر من التعبديات لزم التخصيص الكثير، خصوصا بلحاظ كون الأمر بالترك في المحرمات أيضا متحقق، مع أنه لعل سياق الآية آب عن التخصيص، لأنه في مقام الذم والاحتجاج على أهل الكتاب، لا في مقام جعل الحكم الذي يتمشى فيه التخصيص كثيرا.
وأما خبر (إنما الأعمال بالنيات) فليس صريحا ولا ظاهرا في اشتراط صحة كل عمل بنية القربة، بل الظاهر أن المقصود أن الأعمال معلولة للنيات (فذكر ذلك إرشاد إلى تحسين النيات وأن أصل الصلاح مرتبط بالنيات فلا بد من إصلاح النيات حتى تصلح الأمور) أو أن جزاء الأعمال من حيث الزيادة والنقيصة تابع للنية وأن مقدار العمل وقيمته يقدر بما نوى الناوي، كما يظهر مما ذكره قدس سره في الوسائل، وفيه:
(إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرء ما نوى، فمن غزى ابتغاء ما عند الله فقد وقع أجره على الله عز وجل، ومن غزى يريد عرض الدنيا أو نوى عقالا لم يكن له إلا ما نوى) (1).
وذلك لا ينافي ما ذكرناه، فإن العمل حيث يكون معلولا للنية فحسنه ومراتب
ومنها: أن اصطلاح التعبدية والتوصلية اصطلاح علمي، وأما بحسب اللغة فهو العمل بمراسم العبودية، وليس مراسمها إلا الإطاعة والإتيان بأوامره والتجنب عن نواهيه، لا إتيان الفعل بقصد التقرب، فالظاهر أن المقصود أنهم لم يؤمروا إلا بإطاعة الله تعالى في جميع ما أمر به ونهى عنه وجعل الدين خالصا له تعالى من دون دخالة الهوى النفساني لأحد من آحاد البشر.
ومنها: أنه لو كان المقصود أن جميع الأوامر من التعبديات لزم التخصيص الكثير، خصوصا بلحاظ كون الأمر بالترك في المحرمات أيضا متحقق، مع أنه لعل سياق الآية آب عن التخصيص، لأنه في مقام الذم والاحتجاج على أهل الكتاب، لا في مقام جعل الحكم الذي يتمشى فيه التخصيص كثيرا.
وأما خبر (إنما الأعمال بالنيات) فليس صريحا ولا ظاهرا في اشتراط صحة كل عمل بنية القربة، بل الظاهر أن المقصود أن الأعمال معلولة للنيات (فذكر ذلك إرشاد إلى تحسين النيات وأن أصل الصلاح مرتبط بالنيات فلا بد من إصلاح النيات حتى تصلح الأمور) أو أن جزاء الأعمال من حيث الزيادة والنقيصة تابع للنية وأن مقدار العمل وقيمته يقدر بما نوى الناوي، كما يظهر مما ذكره قدس سره في الوسائل، وفيه:
(إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرء ما نوى، فمن غزى ابتغاء ما عند الله فقد وقع أجره على الله عز وجل، ومن غزى يريد عرض الدنيا أو نوى عقالا لم يكن له إلا ما نوى) (1).
وذلك لا ينافي ما ذكرناه، فإن العمل حيث يكون معلولا للنية فحسنه ومراتب