للرجال في المسجد أفضل من المنزل بلا خلاف بين المسلمين كما اعترف به في الجواهر وغيره بل لعله من ضروريات الدين والأخبار الدالة عليه فوق حد الاحصا وكفاك شاهدا على ذلك بعض الروايات التي ستسمعها في المسألة الآتية والنافلة بالعكس أي فعلها في المنزل أفضل من المسجد على ما صرح به في المتن و غيره بل في المدارك نسبة إلى الأكثر وفي الجواهر إلى المشهور بل عن المعتبر والمنتهى نسبة إلى فتوى علمائنا لان فعلها في السر أبلغ في الاخلاص وابعد من وساوس الشيطان ولما روى عن النبي ص أنه قال أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته الا المكتوبة وعنه صلى الله عليه وآله أيضا في الوصية المروية في المجالس باسناده بعدما ذكر فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجده ص وأفضل من هذا كل صلاة يصليها الرجل في بيته حيث لا يراه الا الله عز وجل يطلب بها وجه الله إلى أن قال يا أبا ذر ان الصلاة النافلة تفضل في السر على العلانية كفضل الفريضة على النافلة واستشكل غير واحد من المتأخرين بل رجح خلافه ففي المدارك بعد ان استدل للمشهور بأنه أبلغ في الاخلاص وابعد من الوساوس وبالسوي الأول قال ورجح جدي قدس سره في بعض فوائده رجحان فعلها في المسجد أيضا كالفريضة وهو حسن خصوصا إذا امن على نفسه الرياء ورجى اقتداء الناس به ورغبتهم في الخير ويدل عليه روايات كثيرة منها ما رواه الشيخ في الصحيح عن معاوية بن وهب عن الصادق ع ان النبي ص كان يصلى صلاة الليل في المسجد وفى الصحيح عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال قلت لأبي عبد الله ع انى لأكره الصلاة في مساجدهم فقال لا تكره فما من مسجد بنى الا على اثر نبي قتل فأصاب تلك البقعة رشة من دمه فأحب الله ان يذكر فيها أفاد فيها الفريضة والنوافل واقض فيها ما فاتك وفي الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله الصلاة في مسجدي كالف في غيره الا المسجد الحرام فان الصلاة في المسجد الحرام تعدل الف صلاة في مسجدي وعن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع أنه قال في مسجد الكوفة ان الصلاة المكتوبة تعدل الف صلاة وان النافلة لتعدل خمسمأة وعن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله ع أنه قال في مسجد الكوفة أيضا ان الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة والنافلة عمرة مبرورة وما رواه ابن بابويه رضى الله تعالى عنه في كتاب من لا يحضره الفقيه بعدة أسانيد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع أنه قال له المساجد الأربعة المسجد الحرام ومسجد الرسول ص ومسجد بيت المقدس ومسجد الكوفة يا أبا حمزة الفريضة فيها تعدل حجة والنافلة تعدل عمرة انتهى ما في المدارك وهو جيد ويؤيده زيادة على ما ذكر قصور أدلة المشهور عن إفادة المطلوب فان غاية ما يمكن استفادته من تلك الأدلة بعد الغض عن سندها انما هو أفضلية الاتيان بالنافلة سرا والفريضة علانية وهى جهة أخرى للفضيلة لا مدخلية لخصوصية المكان فيها فلا ينبغي الارتياب في أن فعل الصلاة في المسجد من حيث هو أفضل من فعلها في البيت ولكن فعل النافلة سرا أفضل من الاتيان بها علانية فان اجتمع العنوانان في مورد فهو نور على نور وان تعارضا فهما كغيرهما من المستحبات المتزاحمة نظير ما لو دار الامر بين ان يصلى في المسجد مع تشتت البال وفي بيته مع الخلوص والاقبال والترجيح في مثل هذه الموارد يحتاج إلى لطف قريحة فإنه قد يختلف باختلاف الأحوال والاشخاص والعوارض الجزئية التي لا يمكن الإحاطة بها هذا كله في صلاة الرجال في المسجد واما النساء فمقتضى اطلاق بعض الأصحاب كأغلب النصوص الواردة في الحث على الصلاة في المسجد وعمومها وكذا قضية قاعدة المشاركة كونها أيضا كذلك ولكن قد يستشعر من كلماتهم بل في الجواهر قال لا تعرف خلافا بينهم بل ظاهرهم الاتفاق عليه في أفضلية صلاتها في المنزل من صلاتها فيها رعاية للستر المطلوب منهن وحذرا من الافتتان بهن والفتنة بسبهن لو خرجن إليها مجتمعة مع الرجال وعن توصلهن إلى كثير من القبائح التي هن مظنتها باعتبار نقص عقولهن وغلبه شهواتهن مضافا إلى قول الصادق ع في خبر يونس بن ظبيان خير مساجد نسائكم البيوت بل عنه أيضا صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في الدار أقول ويؤيده أيضا ما عن مكارم الأخلاق للطبرسي مرسلا قال قال النبي ص صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجمع خمسا وعشرين درجة المسألة الثالثة الصلاة في الجامع الأعظم الذي يكثر اختلاف عامة أهل البلد إليه بمأة صلاة وفي مسجد القبيلة بخمس وعشرين صلاة وفي مسجد السوق باثني عشرة صلاة والمستند فيه ما عن الصدوق في الفقيه مرسلا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال صلاة في بيت المقدس تعدل الف صلاة وصلاة في المسجد الأعظم تعدل مأة صلاة وصلاة في مسجد القبيلة تعدل خمسا وعشرين صلاة وصلاة في مسجد السوق تعدل اثنى عشرة صلاة وصلاة الرجل في بيته صلاة واحدة قد فرغ من تصنيف هذا الجزء من كتاب الصلاة من الكتاب المسمى بمصباح الفقيه مصنفه الأحقر الجاني محمد رضا الهمداني في أوائل العشر الثاني من شهر صفر المظفر من شهور السنة السابعة عشرة بعد الألف وثلاثمأة من الهجرة النبوية على مهاجرها الف صلاة وتحية
(٧١١)