إحداها: الوجوب التوصلي، هو ما كان الغرض منه يحصل بمجرد حصول الواجب، ويسقط بمجرد وجوده، بخلاف التعبدي، فإن الغرض منه لا يكاد يحصل بذلك، بل لا بد - في سقوطه وحصول غرضه - من الاتيان به متقربا به منه تعالى.
ثانيتها: إن التقرب المعتبر في التعبدي، إن كان بمعنى قصد الامتثال والاتيان بالواجب بداعي أمره، كان مما يعتبر في الطاعة عقلا، لا مما أخذ في نفس العبادة شرعا، وذلك لاستحالة أخذ ما لا يكاد يتأتى إلا من قبل الامر بشئ في متعلق ذاك الامر مطلقا شرطا أو شطرا، فما لم تكن نفس الصلاة متعلقة للامر، لا يكاد يمكن إتيانها بقصد امتثال أمرها.
____________________
لا بد في تحقيق ذلك من تمهيد مقدمات:
إحديها ان الواجب التوصلي عبارة عما يحصل به الغرض مطلقا، من غير اعتبار قصد التقرب في حصوله، بأي وجه اتفق، ومن اي شئ تحقق، بخلاف التعبدي منه، فإنه لا يحصل الا مقرونا بقصد التقرب إلى الله تعالى.
ثانيتها انه قد وقع الخلاف بين الاعلام في أن التقرب المعتبر في التعبدي هل يكون مما هو مأخوذ في متعلق الامر أولا؟ بل يكون مما له دخل في حصول الإطاعة وسقوط الغرض، فذهب المصنف وبعض من تقدم عليه إلى عدم كونه مأخوذا في متعلق الامر، لعدم معقوليته، ولكن اختلفوا في وجه عدم المعقولية، فما افاده ذاك البعض يرجع إلى امتناعه في تعلق الامر ومقام الطلب، بخلاف ما افاده المصنف قدس سره، فإنه يرجع إلى امتناعه في الامتثال ومقام الإطاعة، إذا عرفت هذا فاعلم أن ما افاده البعض في وجه الامتناع أمور:
أحدها لزوم اجتماع اللحاظين في موضوع واحد، أحدهما آلي، والاخر
إحديها ان الواجب التوصلي عبارة عما يحصل به الغرض مطلقا، من غير اعتبار قصد التقرب في حصوله، بأي وجه اتفق، ومن اي شئ تحقق، بخلاف التعبدي منه، فإنه لا يحصل الا مقرونا بقصد التقرب إلى الله تعالى.
ثانيتها انه قد وقع الخلاف بين الاعلام في أن التقرب المعتبر في التعبدي هل يكون مما هو مأخوذ في متعلق الامر أولا؟ بل يكون مما له دخل في حصول الإطاعة وسقوط الغرض، فذهب المصنف وبعض من تقدم عليه إلى عدم كونه مأخوذا في متعلق الامر، لعدم معقوليته، ولكن اختلفوا في وجه عدم المعقولية، فما افاده ذاك البعض يرجع إلى امتناعه في تعلق الامر ومقام الطلب، بخلاف ما افاده المصنف قدس سره، فإنه يرجع إلى امتناعه في الامتثال ومقام الإطاعة، إذا عرفت هذا فاعلم أن ما افاده البعض في وجه الامتناع أمور:
أحدها لزوم اجتماع اللحاظين في موضوع واحد، أحدهما آلي، والاخر