نعم فيما إذا كانت موسعة، وكانت مزاحمة بالأهم ببعض الوقت، لا في تمامه، يمكن أن يقال: إنه حيث كان الامر بها على حاله، وإن صارت مضيقة بخروج ما زاحمه الأهم من أفرادها من تحتها، أمكن أن يؤتى بما زوحم منها بداعي ذاك الامر، فإنه وإن كان خارجا عن تحتها بما هي مأمور بها، إلا أنه لما كان وافيا بغرضها كالباقي تحتها، كان عقلا مثله في الاتيان به في مقام الامتثال، والاتيان به بداعي ذاك الامر، بلا تفاوت في نظره بينهما أصلا.
ودعوى أن الامر لا يكاد يدعو إلا إلى ما هو من افراد الطبيعة المأمور بها، وما زوحم منها بالأهم، وإن كان من أفراد الطبيعة، لكنه ليس من
____________________
الامر بالطبيعة وعدم سرايته إلى الافراد، لا تزاحم بين الطبيعة المأمور بها وبين الشئ المأمور به، وان كان بعض افرادها مزاحما للأهم مثلا، لكنه لا يوجب استحالة الامر بها في عرض الامر بالأهم، غاية الامر ان المكلف قد يمتثل امر المتعلق بها بما يزاحم الأهم من بين افرادها بسوء اختياره، وذلك لا يقتضي عدم الامر بها، هذا بناء على عدم السراية، واما بناء على سراية الامر بالطبيعة إلى الافراد كما هو مختار المصنف، فيمكن أيضا تصحيح العبادة باتيانها بداعي الامر، وذلك لما افاده قدس سره من أن الفرد المزاحم للأهم وان كان لا يكاد ان يتعلق به الامر ويسري إليه لمكان المزاحمة لكنه لما كان وافيا لتمام الغرض الذي يكون داعيا إلى الامر ومساويا لسائر الافراد في المصلحة والمطلوبية وحصول الغرض