نعم لو كان الغرض مترتبا على الأقل، من دون دخل للزائد، لما كان الأكثر مثل الأقل وعدلا له، بل كان فيه اجتماع الواجب وغيره، مستحبا كان أو غيره، حسب اختلاف الموارد، فتدبر جيدا.
فصل في الوجوب الكفائي:
والتحقيق أنه سنخ من الوجوب، وله تعلق بكل واحد، بحيث لو أخل بامتثاله الكل لعوقبوا على مخالفته جميعا، وإن سقط عنهم لو أتى به بعضهم، وذلك لأنه قضية ما إذا كان هناك غرض واحد، حصل بفعل واحد، صادر عن الكل أو البعض.
____________________
قوله: فصل في الواجب الكفائي... الخ اعلم أن توضيح معنى الواجب الكفائي وبيان حقيقته يحتاج إلى بيان مقدمة، وهي انه كما يمكن أن يكون للامر، في الواقع ونفس الامر، أغراض متعددة مترتبة على وجودات كثيرة من طبيعة واحدة حسب كثرة المأمورين، بحيث كان لصدور كل واحد منها من كل واحد منهم بالخصوص دخل في حصول الغرض وتحقق المطلوب، ويعبر عن مثل ذلك بالواجب العيني، كذلك يمكن أن يكون له غرض واحد مترتب على نفس الطبيعة، من غير تقيد بوجود واحد أو أكثر، بحيث كلما تحققت حصل الغرض، وحينئذ فاما أن لا يكون لصدورها من أحد دخل في حصول المطلوب والغرض، كدفن الميت مثلا، ويعبر عنه بالواجب