الخامس: إنه وقع الخلاف بعد الاتفاق على اعتبار المغايرة - كما عرفت - بين المبدأ وما يجري عليه المشتق، في اعتبار قيام المبدأ به، في صدقه على نحو الحقيقة، وقد استدل من قال بعدم الاعتبار، بصدق الضارب والمؤلم، مع قيام الضرب والألم بالمضروب والمؤلم - بالفتح -.
والتحقيق: إنه لا ينبغي أن يرتاب من كان من أولي الألباب، في أنه يعتبر في صدق المشتق على الذات وجريه عليها، من التلبس بالمبدأ بنحو خاص، على اختلاف أنحائه الناشئة من اختلاف المواد تارة، واختلاف الهيئات أخرى، من القيام صدورا أو حلولا أو وقوعا عليه أو فيه، أو انتزاعه عنه مفهوما مع اتحاده معه خارجه، كما في صفاته تعالى، على ما أشرنا إليه آنفا، أو مع عدم تحقق إلا للمنتزع عنه، كما في الإضافات والاعتبارات التي لا تحقق لها، ولا يكون بحذائها في الخارج شئ، وتكون من الخارج المحمول،
____________________
قوله: الخامس أنه وقع الخلاف بعد الاتفاق على اعتبار المغايرة.. الخ.
إعلم أنه وقع الخلاف بين الاعلام في صدق المشتق على الذات حقيقة في إعتبار قيام المبدء بالذات وعدمه، بمعنى أنه هل لا بد في الصدق والحمل حقيقة من كون المبدء حالا وعارضا على الذات أم لا بل يكفي في ذلك تلبس الذات بالمبدء بنحو من أنحاء التلبسات وإن لم يكن بنحو العروض والحلول والقيام، والمخالف في ذلك أيضا صاحب " الفصول " فإنه اشترط في الصدق والحمل على نحو الحقيقة كون المبدء حالا في الذات وعارضا عليها، ولذا قال بالمجازية والنقل في ألفاظ صفات الله من تلك الجهة أيضا غير الجهة المذكورة في الامر الرابع، وذلك لعدم كون مباديها عارضا على ذاته تعالى كما لا يخفى، ولكنه غفل
إعلم أنه وقع الخلاف بين الاعلام في صدق المشتق على الذات حقيقة في إعتبار قيام المبدء بالذات وعدمه، بمعنى أنه هل لا بد في الصدق والحمل حقيقة من كون المبدء حالا وعارضا على الذات أم لا بل يكفي في ذلك تلبس الذات بالمبدء بنحو من أنحاء التلبسات وإن لم يكن بنحو العروض والحلول والقيام، والمخالف في ذلك أيضا صاحب " الفصول " فإنه اشترط في الصدق والحمل على نحو الحقيقة كون المبدء حالا في الذات وعارضا عليها، ولذا قال بالمجازية والنقل في ألفاظ صفات الله من تلك الجهة أيضا غير الجهة المذكورة في الامر الرابع، وذلك لعدم كون مباديها عارضا على ذاته تعالى كما لا يخفى، ولكنه غفل