وأما لزوم كونه من قيود المادة لبا، فلان العاقل إذا توجه إلى شئ والتفت إليه، فإما أن يتعلق طلبه به، أو لا يتعلق به طلبه أصلا، لا كلام على الثاني.
____________________
الأول ان يتعلق البعث بالواجب المقيد الكذائي مطلقا من غير تقييد بفرض وجود القيد يجب تحصيله ان كان مقدورا ومجرد فرض وجوده لا يخرجه عن كونه واجب التحصيل، لأنه قد بعث المولى عبده إلى المقيد بجميع قيوده بعثا فعليا، وهذا البعث وجوب الاتيان بالمتعلق وتحصيل جميع ما يتوقف عليه.
الثاني أن لا يتعلق البعث بالواجب المقيد مطلقا، بل يتعلق بالمقيد على فرض وجود قيده، وحينئذ وإن لم يكن القيد واجب التحصيل، لكنه انما يكون باعتبار تعليق البعث عليه وتقييد البعث بوجوده، وهذا معنى الواجب المشروط الذي قال به المشهور، وبالجملة ما لم يرجع القيد إلى الطلب والوجوب يلزم تحصيل القيد، ومع ارجاعه إليه يكون الواجب مشروطا ولا نتعقل ما ذكره من تصوير المشروط على نحو لا يلزم تحصيل شرطه، غاية الامر انه يلزم علينا الجواب عما ذكره من الوجوه في مقام الاشكال، فنقول أولا بناء على ما افاده السيد الأستاذ: انا علمنا بالوجدان ان القيود المأتي بها في الكلام انما ترد على المعاني الحرفية من الارتباطات والإضافات، لا على معاني المتعلقات والمعاني الاسمية، مثلا إذا قيل: جاء زيد راكبا، فقيد الركوب انما يرد على نسبة المجئ إلى زيد وثبوته له لا على نفس المجئ، فان معنى هذه الجملة هو ان المجئ
الثاني أن لا يتعلق البعث بالواجب المقيد مطلقا، بل يتعلق بالمقيد على فرض وجود قيده، وحينئذ وإن لم يكن القيد واجب التحصيل، لكنه انما يكون باعتبار تعليق البعث عليه وتقييد البعث بوجوده، وهذا معنى الواجب المشروط الذي قال به المشهور، وبالجملة ما لم يرجع القيد إلى الطلب والوجوب يلزم تحصيل القيد، ومع ارجاعه إليه يكون الواجب مشروطا ولا نتعقل ما ذكره من تصوير المشروط على نحو لا يلزم تحصيل شرطه، غاية الامر انه يلزم علينا الجواب عما ذكره من الوجوه في مقام الاشكال، فنقول أولا بناء على ما افاده السيد الأستاذ: انا علمنا بالوجدان ان القيود المأتي بها في الكلام انما ترد على المعاني الحرفية من الارتباطات والإضافات، لا على معاني المتعلقات والمعاني الاسمية، مثلا إذا قيل: جاء زيد راكبا، فقيد الركوب انما يرد على نسبة المجئ إلى زيد وثبوته له لا على نفس المجئ، فان معنى هذه الجملة هو ان المجئ